خطاب رئيس الجمهورية قيس سعيد في موكب تأدية القسم من طرف أعضاء حكومة هشام المشيشي يوم أمس الأربعاء 2 سبتمبر 2020 جاء و كأنه “عركة في حومة” كرد على راشد الغنوشي، الشئ الذي يعمق الأزمة السياسية في نظر الشعب و يضعف الدولة.
بقلم محمد صالح حمايدي *
قيس سعيد الذي ليست له أي تجربة سياسية و لم يُعرف له نضال لا قبل 2011 و لا بعده و لا يملك أي دهاء سياسي وقع في الفخ بتدخله المبالغ فيه في صلاحيات رئيس الحكومة الذي كلفه هو بالذات مخالفا بذلك أحكام الدستور. و لما ضجر المشيشي من هذا التدخل من قبل رئيس الجمهورية و من حاشيته في قرطاج و من أخيه، انتفض و قال: كفى. عندها توجه قيس سعيد و بكل قلة معرفة بغدر و دهاء الإخوان إلى الغنوشي ليسحب التكليف من المشيشي أو ليسقطه في البرلمان يوم التصويت على منح الثقة.
الغنوشي و حركته الذين كانوا في أتعس حالاتهم بفضل نضالات عبير موسي، جاءتهم هذه الهدية من السماء لينتقموا من قيس سعيد الذي قال لهم لا رئيس إلا أنا و يعزلوه تماما من أي مساندة حكومية و يقطعوا حبل الود بينه و بين المشيشي، و ليستفردوا أيضا بالمشيشي الذي سيصبح مَدينا لهم بإعطائه مفاتيح القصبة رغم أنهم غير موجودين في حكومته، باستثناء الغواصات؛ و بابتزازه في التسميات و في كل قانون يعرض على مجلس نواب الشعب الذي أصبح تحت سيطرتهم بالتحالف مع قلب تونس و ائتلاف الكرامة و صاحب النعجات و بعض غير المنتمين.
قيس سعيد لم يبق له إلا عيناه ليبكي وحيدا في قصر قرطاج بسبب ثقته في الإخوان.
أما الشعب التونسي فما عليه إلا التعويل على الحزب الدستوري الحر بزعامة عبير موسي للتصدي للظلامية و التمديد الإخواني سبب كل مصائبه المجتمعية و الاجتماعية و الاقتصادية و الأمنية…
* حاصل على ماجستير في القانون رئيس مدير عام سابق لعدد من المؤسسات العمومية و خبير دولي في قانون تعديل هيئات الأسواق المالية.
شارك رأيك