بدعة جديدة و تخريجة أخرى تضيفها حركة النهضة لسجلها الزاخر بالبهلوانيات والخزعبلات و التلونات الحربائية حيث عارضت الحكومة المقترحة من طرف هشام المشيشي رئيس الحكومة المكلف من طرف رئيس الجمهورية لكنها صوتت الثقة له و لحكومته.
بقلم مرتجى محجوب
الأطراف المبدئية، تلك التي عارضت تكليف السيد هشام المشيشي منذ البداية و التي زادت معارضتها إثر إعلان الأخير تشكيل حكومة كفاءات مستقلة لما في الأمر من تهميش للأحزاب و الكتل البرلمانية المنتخبة مباشرة من الشعب الكريم، لا تبني مواقفها حسب مواقف الاخرين و أن كان رئيس الجمهورية.
فالنهضة التي عارضت بشدة حكومة المشيشي لما يسمى بالكفاءات المستقلة، نجدها اليوم و بعد تغير موقف رئيس الجمهورية، تخرج علينا ببدعة التفريق بين التصويت و بين منح الثقة.
في كل الأحوال، فليس الأمر حسب مزاج و هوى النهضة أو غيرها من الأطراف، بل إن المنطق السياسي يقتضي و يحتم على كل من صوت لفائدة الحكومة أن يتحمل المسؤولية كاملة في نجاحها أو فشلها دون زيادة أو نقصان.
حكومة المشيشي التي مرت ستكون حكومة من صوت لفائدتها سواء أعلن منحها الثقة ام لا، فذلك شأن يعنيه و لا دخل لنا فيه و لا يهمنا سماعه أو الاطلاع عليه أو البحث فيه، كما لا يهمنا إن كان الأمر فاتحة للضغط أو الترويض أو الابتزاز، فذلك مطبخكم واطبخوا فيه ما لذ لكم و ما طاب.
حكومة المشيشي هي إذن بالأساس حكومة النهضة و قلب تونس وائتلاف الكرامة والكتل البرلمانية التي صوتت لها.
أما عامة الشعب الكريم الذي صوت لكم و لغيركم فهو لم يعد يتحمل مزيدا من المعاناة اليومية، فسيحاسبكم على الفعل والنتائج لا غير و لا مجال لأي طرف منكم أن يتهرب من المسؤولية تحت أي يافطة كانت و خصوصا بدعة التصويت دون منح الثقة المضحكة المبكية.
شارك رأيك