حسب كل المؤشرات و المعطيات الميدانية، تبدو موجة فيروس الكورونا المستجد الثانية أكثر حدة من الأولى من حيث الانتشار و عدد المصابين الجدد و حدتها عند بعضهم وعدد المصابين بين الأطباء و أعوان الصحة عموما بسبب ضعف وسائل الحماية وهو ما يستوجب وقفة حازمة و إعادة النر في الإستراتيجية المعتمدة.
بقلم مرتجى محجوب *
رغم تونس لا تملك بنية تحتية صحية واستشفائية تسمح لها بمواجهة الجائحة إذا تجاوزت حدا معينا من الانتشار حتى أن بعض الأخبار تتحدث حاليا عن عدم توفر عددا كافيا من أسرة إنعاش خاصة بمعالجة مرضى الكورونا لأن مئات من الأسرة مخصصة للمصابين بالأمراض الأخرى أو جرحى حوادث الطرقات.
نعم، اقتصادنا في وضعية هشة و صعبة جدا و لا يترك مجالا كبيرا لتلافي النقائص في وقت قصير خاصة وأن الأزمة لها بعد علمي، وهي نذر بمزيد الاستفحال مع بداية الخريف و قرب الشتاء…
نعم، أبناؤنا منقطعون عن الدراسة منذ فترة طويلة، والعودة المدرسية على الأبواب ليست مرحب بها من طرف عدد كبير من الأولياء في ظل استفحال الجائحة و ضعف وسائل الحماية في عدد من المدارس وهو ما عاينه أمس الأحد 13 سبتمبر 2020 رئيس الحكومة هشام المشيشي خلال زياراته التفقدية لعدد من المدارس في تونس العاصمة و عدد من المناطق الداخلية.
و لكنو رغم كل شيء تبقى صحة بنات و أبناء الشعب الكريم أهم من كل شيء، لذلك لا مفر من المسك بزمام الأمور و السعي للسيطرة على الوباء من خلال قرارات شجاعة و قوية متمثلة أساسا في :
_ تأجيل العودة المدرسية و الجامعية لأجل غير مسمى حسب تطور الأوضاع.
– إقرار الحجر الصحي العام بما فيها التوقف عن استقبال المسافرين جوا و برا و بحرا لمدة 14 يوما يتقرر إثرها ما يتوجب فعله و أخذه من قرارات حسب تطورات الوضع الصحي العام. مع الإقرار بالصعوبات الاقتصادية التي ستنجر حتما عن ذلك و دراسة إمكانية الجمع بين ضرورات الحجر و السماح للمؤسسات الاقتصادية بمواصلة العمل بشروط تنظيمية وصحية متماشية مع الوضع العام.
– اتخاذ كل ما يتوجب فعله بصفة استعجالية من أجل دعم القطاع الصحي العام و حماية العاملين فيه لأنه لو سقطت تلك الجبهة الأولى فإننا سنخسر المعركة ضد الفيروس.
تونس ليست لها إمكانات أمريكا و لا فرنسا حتى يمكنها التعايش مع فيروس الكوفيد 19 و بالتالي فالحذر كل الحذر…
* مواطن.
شارك رأيك