” لا نعلم أين ستؤول الأمور نتيجة تفشي الوضع الوبائي لفيروس كورونا في تونس لذلك مازلنا بين أخذ و ردّ في احتمال تأجيل أو إلغاء هذه الدورة الاستثنائية من أيام قرطاج السينمائية ” بهذه الكلمات افتتح رضا الباهي مدير الدورة 31 لأيام قرطاج السينمائية، اللقاء الصحفي الذي انعقد يوم الثلاثاء 15 سبتمبر 2020 بقاعة صوفي القلي بمدينة الثقافة.
وفي كلمته الافتتاحية حول الدورة المبرمجة من 7 الى 12 نوفمبر القادم، قال رضا الباهي أن هذه الدورة ستكون “وقفة تأمل ” وعودة بذاكرة السينما التونسية من سنة 1966 إلى 2019 ليكون الجمهور على موعد مع كل الأفلام المتوّجة بالتانيت الذهبي لأيام قرطاج السينمائية منذ دورته الأولى إلى اليوم من أجل إحياء الذاكرة السينمائية العربية والإفريقية والعالمية والتعريف بها للجيل الجديد المتابع للسينما.
ومن جهته أكدّ السيد إبراهيم اللطيّف المدير التنفيذي للدورة أنها ستقام في موعدها المقرّر مهما كانت الظروف وذلك اقتداء بتجربة مهرجان البندقية السينمائي الذي لاقى نجاحا باهرا خاصة البروتوكول الصحي الذي اتبعته لإنجاح هذه الدورة رغم أن إيطاليا تسجل يوميا معدلا مرتفعا من الإصابات قد تصل للآلاف وهذا ما دفع هيئة الأيام للتواصل مع إدارة مهرجان البندقية لإتباع الإجراءات التي اتخذتها وتطبيقها في تونس حسب ما تمليه وزارة الصحة من إجراءات لإنجاح هذه الدورة الاستثنائية.
كما تحدث اللطيّف عن خصوصية هذه الدورة التي ستكون احتفالية بالأساس و مشحونة بالأفلام و الندوات والورشات التي انطلقت منذ أشهر من خلال منتديات أيام قرطاج السينمائية تحت شعار ”أیام قرطاج السینمائیة: الماضي، الحاضر والمستقبل” الذي جمع كل السينمائيين والمختصين في محاولة للإجابة عن العديد من الأسئلة مثل : كيف يكون المهرجان مستقلا ؟ تركيبة الهياكل ؟ ماهي السبل المطروحة ليكون المهرجان ذو صبغة رسمية وله هيكل وتشريعي.
و في مداخلته أكّد المدير الفني أن الورشات الأربع التي انتظمت تحدثت عن ” سوق الفیلم العربي والإفریقي، صناعته وتوزیعه”، ” إشعاع المھرجان في تونس وخارجھا” ، ” الأرشیف بما یحفظه من ذاكرة المھرجان” و” مستقبل أیّام قرطاج السینمائیة” جمعت قرابة 120 مشاركا من مخرجين وسينمائيين ومنتجين و أهل الاختصاص التي كانت فرصة لتبادل الأفكار.
” يتكون كل مهرجان ناجح من ثلاث عناصر أساسية : سينمائيين، صحفيين وجمهور متابع للسينما لذلك حرصنا أن تكون هذه الدورة هي عودة إلى الماضي لتنطلق باحتفالية كبرى بشارع الحبيب بورقيبة لتتواصل طيلة أيام المهرجان ” هكذا لخصّ السيد كمال بن ونّاس عضو الهيئة المديرة الخطوط الكبرى لهذه الدورة. وأعرب بن وناس عن تفاؤله بهذه الدورة التي ستكون فرصة للقاء ، عرض الأفلام ، التحفيز على العودة إلى القاعات وخاصة تشجيع الشباب على الإبداع والإنتاج و الاستثمار في السينما.
أما السيدة سعيدة بورقيبة المكلفة بخلّية الأرشيف والرقمنة فقد أكدت في مداخلتها عن سعادتها بهذه التجربة المهمة في تجميع ورقمنة أرشيف المهرجان الذي انطلق منذ عقود رغم صعوبة المهمة في إيجاد المقالات والوثائق الخاصة بتاريخ هذا المهرجان العريق لكن بتضافر كل الجهود استطاع الفريق بمعية وكالة تونس إفريقيا للأنباء و مركز التوثيق والأرشيف من تجميع عدد هام من الأرشيف الخاص بالمهرجان .
شارك رأيك