على اثر إمضاء 100 قيادي في حركة النهضة من بينهم (10 نساء) على عريضة لإزاحة راشد الغنوشي من على رأس الحركة التي يترأسها منذ 3 عقود، علق عادل اللطيفي استاذ علم الاجتماع بجامعات باريس على هذا الخلاف النهضاوي/النهضاوي، عبر تدوينة نشرها على صفحات التواصل الاجتماعي، مساء الخميس 17 سبتمبر 2020.
و يؤكد اللطيفي أن هذا الخلاف لا علاقة له لا من قريب و لا من بعيد، لا بتونس و لا بالانتقال الديمقراطي و لا بمشاغل المواطنين، منبها حتى من الذين يدعون النزاهة و هم لا ينفكون من التبرير لتحالفهم مع نبيل القروي الذي كانوا يصفونه برمز الفساد.
و يقول الاستاذ الجامعي المختص في علم الاجتماع في تحليله ما يلي:
“الخلاف داخل حركة النهضة لا علاقة له بتونس وبمصالحها وبالانتقال الديمقراطي ولا بمشاغل التونسيين…هو صراع داخل المجموعة التي خربت البلاد بعد الثورة، ولا يرجى منه خيرا طالما يواصل طرفاه التغطية على مسؤوليتهم في الخراب…حتى من هم ضد راشد الغنوشي ويدعون النزاهة والمبدئية برروا كلهم انقلابات راشد الغنوشي في الأعلام وحتى تحالفه مع نبيل القروي الذي كانوا يسمونه رمز الفساد. لا أحد منهم يطرح مراجعة نقدية سياسية وفكرية عميقة.
إن كنا نريد الفهم أكثر نقول أن الصراع يدور ليس حول الزعامة بل حول موارد الحركة المهولة التي تدفقت عليها بعد الثورة والتي احتكرها راشد الغنوشي وحزامه العائلي وزمرته اضافة الى احتكار الخيارات السياسية في علاقة بموارد الحزب المالية والعلاقة بالخارج وكذلك بالملفات المالية والامنية…هذه الجهة هي الأكثر تورطا في هذه الملفات وصراعها هنا هو صراع وجود مخافة المحاسبة…في المقابل تحاول بعض القيادات المحافظة على الحركة في خطها السياسي التقليدي مع الكثير من النفاق باسم الديمقراطية…
الدرس هنا أن الجمع بين السياسة والدين يؤدي حتما الى انتصار إكراهات السياسة وغنائمها على الدين وورعه وتقواه…
قد يهم تونس في الأمر أن هذا مؤشر آخر على انحسار قوى ما قبل الدولة نتيجة تناقضاتها الداخلية…الأهم من ذلك هو تعديل المشهد السياسي من خلال قوة سياسية جديدة تضمن فرصة لتحالف حكومي قادر على إزاحة النهضة نهائيا من الحكم”.
* عادل اللطيفي
شارك رأيك