ضمن برمجته الخاصة بتوقيعات راعي النجوم، ينظم ببيت الرواية لقاء لتوقيع رواية “النهار راح” لرجاء بوستة وذلك يوم الأربعاء 23 سبتمبر2020 انطلاقا من الساعة الثالثة ظهرا بمكتبة البشير خريف بمدينة الثقافة.
رواية “النهار راح” تحاكي حياة الأسرة التونسيّة المتّزنة في نصّ يعالج مشاكلنا البسيطة ويمعن في ثقافتنا العريقة تركيزا على حسن التعامل في ألفة وتوادّ لكسر شوكة الشجن والعنف من أثر ما تبثّه الشاشات في قلوب الصغار والكبار للروائية رجاء بوستة وهي طبيبة أسنان رئيس للصحة العمومية و عضو اتحاد الكتاب التونسيين في رصيدها العديد من المؤلفات الروائية والشعرية منها : لو أنك تعرف أسنانك”: كتاب علمي مبسط للعموم سنة 2002 ، ” بين الروق و الشوق ” سنة 2010 ، ” جنائز الأورام في رفعة الأعلام ” سنة 2012، ” سمع الله لمن حمده” : سنة 2012 و أخرها “النهار راح”: رواية سنة 2020.
و لعشاق الرواية، هذا المقطع من “النهار راح”:
“تقاسمت النّسوة الثّلاث الأدوار لتوضيب البيت وإعداد الطّعام لتفطر العائلة وترتاح قليلا قبل التّوجّه إلى الجامع للصّلاة. عادة ما يكون غداء يوم الجمعة “الكسكسيّ الطّري” الّذي يُصنع أوان طهيه من دقيق القمح ليُأكل طازجا تأسّيا بعادات مدينة طبربة منذ قرون، لم تنس سلوى إعداد الأواني المخصّصة للصّدقات تقرّبا وشكرا لله وطاعة لكلامه: (ويطعمون الطّعام على حبّه مسكينا ويتيما وأسيرا).
تزيّن الجدّ بجبّته الصّيفيّة من قماش “القمراية” البارد المصنوع من الكتّان وقد نصع بياضها وتناسقت مع قبّعة غير الّتي كانت على رأسه، ولبس في رجليه خفّا شديد البياض يسمّى “البلغة”، ليكون الشّيخ أكثر بهاء ووقارا في هذا العيد امتثالا لأمر الله جلّ وعلا: (يا بني آدم خذوا زينتكم عند كلّ مسجد).
تنصّب الجدّ واقفا في ركن “السّدّار” المؤدّي إلى السّقيفة والفرحة تغمره بأولاده يحفّونه ويصطحبونه إلى بيت الله، وهو مُعجب بهم رجالا ونساء، يهمّون بالخروج على أحسن هيأة. فقد تدبّرت الجدّة أمرها إذ اقترضت من جاراتها سفاسِرهن وأحبكت شدّها على أجسام البنات المبتهجات بهذا الرّداء التّونسي الأصيل وبالصّلاة جماعة في حرم الجامع الكبير الّذي بدأ يعطّر الأجواء بالتّراتيل داعيا إلى صلاة الجمعة. نظرت الجدّة إلى زوجها متباهية بحفيداتها وقالت:
ــ أيّا هانا قد حضرنا قبلكم يا رجال.
أخذت جمعها من الإناث وسرت نحو الجامع تاركة زوجها على أهبة للخروج صحبة جمعه من الذّكور بمختلف أعمارهم.
لم يكن ينقصهم غير وجود هادي في هذا اليوم الجميل الّذي مرّ هنيئا سلسا قبل أن يعكّر صفوه عفيف عندما تأخّر في السّهر مع أترابه وتعذّر التّواصل معه عبر هاتفه ممّا اضطرّ عليّا أن يخرج للبحث عنه فاعترضه قريبا من البيت مبادرا بطلب العفو:
ــ عفوا عمّي ، لقد نسيت أن أشحن البطّاريّة قبل الخروج”.
شارك رأيك