في تدوينة في صفحته الفايسبوك نشرها أمس الجمعة 18 سبتمبر 2020 وزر الخارجية الأسبق خميس الجهيناوي تعرض لنشوء فكرة إحداث جامعة تونسية ألمانية والمراحل التي مرت بها والظروف التي حالت دون إنشائها إلى اليوم بسبب “رغبة الجانب التونسي في تغيير طبيعته وتعدد الشروط التي طرحها في اتصالاته مع الجانب الالماني” حسب كلامه. و في ما يلي نص التدوينة…
فكرة الجامعة التونسية الالمانية يعود تاريخها الى سنة 2011 أي الى فترة حكومة المرحوم الباجي قائد السبسي الذي كانت له معرفة جيدة وعميقة بألمانيا حيث اشتغل سفيرا ببون سنة 1986 وكان معجبا بالمناهج التعليمية الألمانية وقدرة الجامعات الألمانية على التفتح على القطاع الخاص والجمع بين الدروس النظرية والتطبيقية وكان مقتنعا أن إدخال مثل هذه المناهج في نظام التعليم بتونس من شأنه أن يساعد على رسكلة الالاف من حاملي الشهائد وتوفير الحظوظ لهم للاندماج في سوق الشغل.
وقد كلفني رئيس الحكومة انذاك في سبتمبر 2011 بصفتي كاتب دولة للشؤون الخارجية بزيارة ألمانيا محملا برسالة شخصية منه موجهة للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي التقاها في ماي 2011 على هامش قمة الثمانية بدوفيل بفرنسا يقترح فيها مساعدة ألمانيا لإنشاء جامعة مشتركة تعتمد مناهج الدراسة الألمانية وتكون بالأساس مختصة في تكوين الكوادر الوسطى التي يحتاجها الاقتصاد التونسي. وفعلا تحولت لبرلين وسلمت الرسالة للمستشار الديبلوماسي للمستشارة الألمانية وكذلك لكاتب الدولة للشؤون الخارجية الألماني.
غير أن الملف لم يتم متابعته من قبل حكومة الترويكا وحكومة التكنوقراط التي تلتها و تم إعادة طرحه من قبل الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي خلال زيارته لألمانيا في أفريل 2015 ومقابلته مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل
ومنذ ذلك التاريخ ورغم الاهتمام والجهود التي قام بها وزير التعليم العالي في حكومة السيد الحبيب الصيد شهاب بودن لم يعرف المشروع تقدما يذكر وتعثر إنجازه أمام رغبة الجانب التونسي في تغيير طبيعته وتعدد الشروط التي طرحها في اتصالاته مع الجانب الالماني.
شارك رأيك