يواجه الغنوشي صعوبات جمة في حركته، غير أنه و رغم العديد من الأخطاء و تنازع السلطات مع الرئيس و تدخله أو محاولة جرّ البلاد إلى سياسة المَحاور، و جلسة سحب الثقة منه، و معارضة 80 نائبا له، و100 من أهل بيته، لا يزال الغنوشي يحتفظ بالسلطة و ليس في نيته الخروج منها كما فعل من قبل بوتفليقة، رغم انحسار بريق الإخوان في العالم، لكن الواضح أنه سياتي يوم و ينتهي الغنوشي، و تبقى البلاد، و الأكيد أن النهضة اليوم ليست النهضة بعد نوفمبر القادم…
بقلم توفيق زعفوري
بين راشد الغنوشي و جماعة المائة، حكاية سلطة و سلطان، لا تعنيني أبدا بقدر ما تعنيني بلاد كان يضرب بها المثل في جودة و كثرة خيراتها، و مردوده من العملة و الخيرات، الآن إنقلب السحر على الساحر في منابع الفسفاط، وانقلب المريدون على الشيخ، التنظيم يأكل إخوانه، لا ديمقراطية و لا شيخ و لا سيدي أنا جلدي خشين، وأنا الزعيم و أنا السلطة!
عراكهم على أمرين لا غير : السلطان و مال السلطان
كل هذا لا يعنيني، فخار يكسر بعضه، ما يعنيني تدفق خيرات البلاد من أجل تنمية البلاد وأهل البلاد، ما يهمني ليس تموقعهم و صراعاتهم، ما يهمني هو إستعادة بريق البلاد التي انتهكت و صارت في مذلة و استيراد بعد عز وتصدير، ما يهمني الكامور و الأحواض المنجمية، و ليس موقع الغنوشي و جماعته، هؤلاء لا يهمهم إن جاع كريم من أبناء الكامور أو أهين كهل و ضاع تحت ركام الدواميس، على كثرة ثروات بلدهم الباطنية، غير أن الباطن هناك لا يمنع الباطل هنا و لا البطون، عراكهم على أمرين لا غير : السلطان و مال السلطان، لا يهمهم من أمر الكامور والأحواض إلا ما يعود إلى خزائنهم و لا يهمهم من أمور الدنيا إلا ما يأخذون منها…
ها هي ديمقراطيتهم تكشفت بأكثر جلاء، و ها هو الزعيم لا يخضع لقوانين و ا نواميس، يعني ببساطة “إذا عندكم من الأرياح ذروا عشرة، و الباب يفوت جمل”…
تبقى هذه الحال، و تشتد حتى المؤتمر القادم، و يتقوّى الشد و الجذب و المد و الجزر و تكسير العظم و تؤول في النهاية إلى الثعلب لأنه الوحيد الماسك بأذون الصرف و التصريف و له رصيد قوي من علاقات نسجها على امتداد نصف قرن، فمن هؤلاء حتى يسلّم لهم الغنوشي حركة أسسها و أنشأها و طوّرها بنفسه!؟
حتى جماعة اليسار كانوا أكثر ديمقراطية من الإسلاميين
هؤلاء تعلموا الإلتزام بالضوابط و الدواميس داخل الحركة و بنظامها الداخلي و هو ما جعلها حركة متماسكة حتى التداول في الفصل 31… يمكن الإلتزام بكل شيء إلا بالفصل 31 من النظام الداخلي، فحتى جماعة اليسار كانوا أكثر ديمقراطية و داروا وتداولوا في الفصل 20 فهل حلال عليهم و حرام علينا!؟
يواجه الغنوشي صعوبات جمة تماما كالمناطق الإستخراجية، غير أنه و رغم العديد من الأخطاء و تنازع السلطات مع الرئيس و تدخله أو محاولة جرّ البلاد إلى سياسة المَحاور، و جلسة سحب الثقة منه، و معارضة 80 نائبا له، و100 من أهل بيته، لا يزال الغنوشي يحتفظ بالسلطة و ليس في نيته الخروج منها كما فعل من قبل بوتفليقة، رغم انحسار بريق الإخوان في العالم، لكن الواضح أنه سياتي يوم و ينتهي الغنوشي، و تبقى البلاد، و الأكيد أن النهضة اليوم ليست النهضة بعد نوفمبر القادم…
شارك رأيك