كتب وزير العدل الأسبق عمر منصور الوالي السابق ظهر اليوم السبت 19 سبتمبر 2020 عن هذا المشروع الذي كان حلما فتبخر، و عن كيفية اغراق شيئا فشيئا البلاد في مستنقع الفقر و الجهل.
هكذا قالها بمرارة لأن في المقابل، تنتشر مشاريع الفساد التي تنخر البلاد و حياة العباد:
“هو مشروع قطب علمي متعدد الاختصاصات لتكوين الكفاءات في التعليم العالي والبحث العلمي والتكوين المهني…..مشروع علمي ضخم انطلق فعليا في سنة 2017 بدفع مباشر من المستشارة الالمانية ميركل والوزيرة الفيديرالية الالمانية للتعليم العالي ….. هي مدينة جامعية دولية تبلغ طاقة استيعابها الاولي ثلاثة الاف طالب للاجازة والماجستير والدكتوراه …..جامعةتدرس التقنيات المتخصصة المتطورة الحديثة وتعزز البحث العلمي فيها ، بما يجلب لتونس الشركات العاملة في مجالات التكنولوجيات المتخصصة كما يجلب الطلبة من دول المتوسط والدول العربية والافريقية.
وزارة التعليم العالي وفرت من جهتها حينئذ قطعة الارض المناسبة بجهة مرناق من ولاية بن عروس ومساحتها 35 هكتارا ، في حين رصدت الحكومة الالمانية للمشروع ما يزيد عن ستة مليون اورو.
السلطات الألمانية تخلت مؤخرا عن المشروع بسبب التعقيدات والعراقيل ببلادنا ، وانتقل المشروع الي المغرب الشقيق …..
الدكتور سليم خلبوص الذي كان حينئذ وزيرا للتعليم العالي اجتهد في إحياء وانجاح المشروع…….نزل من ايام تدوينة حول الموضوع في صفحته ، وأوضح اسفا ( انه ساهم في سنة 2019 في مشروع قانون قدمته وزارة التنمية والتعاون الدولي لتيسير شروط انشاء جامعة دولية في تونس، لكن البرلمان رفضه وتم سحب المادة المعنية من مشروع القانون تحت ضغط لوبي سياسي شعبوي وبعض النقابيين الايديولوجيين الرافضين للتطور الدولي للمعرفة بحجة خسارة افتراضية للسيادة الوطنية ) ….بدون تعليق .
بالرغم من انني تعودت علي احاسيس الألم في بلدي ، الا انني اكتب اليوم في هذا الموضوع بغصة وحرقة، فالمشروع العلمي ذاب في أيدينا وتسلل من بين اصابعنا وتبخر من امام أعيننا واعين أبناءنا الطموحين ، كان المشروع كفيلا بفتح الافاق المعرفية امامهم ، وهم الذين اقعدتهم الضروف الرديئة للتعليم العالي ببلادنا واعوزتهم الإمكانية لطلب العلم خارجها .
المؤلم أيضا انه ، وفي نفس الوقت، تنتشر وتتوالد مشاريع الفساد الظاهرة والخفية ، مشاريع تنهش وتنخر اقتصادنا وتفيض باموالها جيوب المفسدين واحلافهم في الداخل والخارج ، وحتي ان لزمتها بعض القوانين فهي سريعا ما تمر ، الا اذا قام لها بعض اهل الحق فافسدوا مسعاها…..والي تعدات اكثر ملي ما تعداتش ….
فشل هذا المشروع دليل اخر علي ما سبق ان اشرنا اليه من اغراق بلادنا في مستنقع الجهل والفقر …..وقد يضحك علينا البعض ويستهزؤون من حديثنا عن العلم والثقافة………..ولكن سيضحك كثيرا من يضحك اخيرا”.
شارك رأيك