هي ليست المرة الأولى التي يرسم فيها عبد الحميد الجلاصي القيادي المستقيل من النهضة في مارس من السنة الجارية، مشاعره على الملأ.
و في هذه المرة، للرجل شيء ما يشده ليوم 23 سبتمبر، شيء ما يسكنه، يدغدغه احاسيسه، يتوارى… ليعود في كل 23 سبتمبر… مع من يتقاسم معها ذكريات و ذكريات و ذكريات، منها العجاف و منها السنبلات، و كتب اليوم كلاما جميلا، مفكر الندى وجهه و بدون شك، لمنية براهيم النائب بالمجلس الوطني التاسيسي ثم بمجلس نواب الشعب عن حركة النهضة…والتي تزوجها في يوم ما من سنة 1990… بعد سنتين من التعرف عليها وهي طالبة… :
“إليها :
كوني معي كنجمين نلمع ملء سمانا
من مكان ما :14سبتمبر 1998
رفيقتي:
لقد نقشت تاريخ 23سبتمبر في ذاكرتي منذ ثلاث سنوات خشية التقريع والتوبيخ…
لست شاعرا ولكني أزعم اني اتذوق جميل الشعر ،وقد عثرت أخيرا على قطعة استهوتني لأنها تعبر عن بعض مشاعري في هذه المناسبة ،ودائما :
لك الشعر والومضة المرتجاة
لك السقسقات بحلق العنادل…والاغنيات
لك العطر والوردة المصطفاة
لك القلب هذا الذي تسكنين
وهذا الكتاب الذي ترسمين
وهذا الصباح الذي تعشقين
فمدي إلي جديد المودة
مدي إلي يدا من جمال الثواني القديمة
وبوحي بعطر طوته السنون العجاف
فحسبي وحسبك هذا الترقب… و الارتجاف
يقينا فهذا الذي في فؤادي تأبى
وأسرف حبا …وحب
وظل يغني
وحولي وحولك تهوي الجسور
وهذا الذي في قرار فؤادي
يمد إليك
الشعور ،
العطور ،
الغناء الجميل
ويسرف بالعزف
حتى
ارتجاف الصباح .
من مكان مشابه 16سبتمبر 2000
عثرت على قصيدة كتبتها شاعرة تناجي وتحاور رفيق دربها:
قال لي ذات مساء
وقد لحف الليل ثوب السماء :
وانت معي ماذا عساي اقول؟
يحلو السهر…ويحلو السمر
ويحلو إحمرار القمر
كنار المجوس
تحمر أكثر عند العبادة .
وانت معي يزول اغترابي
ويعزف ساعي الاحبة ناقوس بابي
وألقي خطابي
عن ظهر قلب عتابا
وانت معي ماذا عساي اقول
يا نجمة في سمائي لست
كباقي النجوم؟
مهما تحوم الغيوم
أقاوم عنتر ..
واخطف عبلايا
وعزمي يفوق الزمان
يفوق الحدود
ويشتد أكثر
وانت معي يا رفيق دربي
عند اقفرار الثنايا
للقهوة مهما تردت
طعمها التركي يعود
لونها البني يعود
رد علي وقال :
وانت معي
اغازل برد الجليد
وتحت الثلوج أسير وحيد
ودفؤك زادي
عند اشتداد الرياح السموم
وعند امتلاء السماء غيوما.
وانت معي..
اعد نجوم السماء عند المساء
اطوف البلاد بدون هوية
أقاوم عجزي وخوفي
واعزف لحني لوحدي
بدون وتر
وانت معي يزول اضطرابي
واملأ بالحب خاوي جرابي
وأفرح ملء صوابي
واعلن ودي…
يزول اغترابي
وانت معي
تفوق المعاني الكلاما
ويغلب نور الصبح الظلاما
وأشهر سيفي على من يروم القتالا
ويبغي النزالا
فكوني معي كنجمين
نلمع ملء سمانا”.
شارك رأيك