نشر مساء اليوم الجمعة 25 سبتمبر 2020 الصادق شعبان، الجامعي و الوزير الاسبق للعدل و للتعليم العالي في فترة حكم بن علي، رسالة مفتوحة إلى رئيس الجمهورية قيس سعيد و خاطبه باعتباره تلميذا سابقا و زميلا و صديقا، قائلا انه لم يعد يعرف الطالب في القانون و لا الاستاذ في القانون و لا الصديق المنتصر للحق و لا الرئيس الراعي لكل التونسيين.
و هذا ما جاء في رسالته:
“إلى السيد رئيس الجمهورية
أوجُه هذه الكلمات
سيدي الرئيس
عرفتك طالبا عندي و كنت من احسن الطلبة …
عرفتك زميلا و كنت من افضل الزملاء …
عرفتك صديقا و كنت من اعز الاصدقاء …
رحبت بك رئيسا للجمهورية و توسمت فيك كل الخير …
لكن …
لما سمعتك أول أمس … لما سمعتك منذ يومين و انت تخاطب رئيس الحكومة .. ضاع مني كل هذا التاريخ …
لم أعد أعرف الطالب في القانون و لا الأستاذ في القانون و لا الصديق المنتصر للحق و لا الرئيس الراعي لكل التونسيين …
اخي و صديقي و سيدي …
أنسيت انك رئيس التونسيين جميعا دون أي استثناء …
أنسيت انك حامي الدستور …
أنسيت انك رمز الوحدة الوطنية مهمته أن يجمع لا ان يفرق …
أنسيت أنك تجسُم هيبة الدولة التي لا يمكن ان تهان رموزها ابدا …
كلامك جارح مسُ كل الدستوريين …
كلامك مؤذي مسُ رجال النظام السابق و إني من النظام السابق أعتز بانتمائي له و افتخر بما حققه هذا النظام لتونس و للتونسيين استقرارا و رفاها و استقلال قرار …
انا عشت التحولات و درست و درُست الانتقال السياسي … لكل عصر نظامه …لا يجوز شيطنة نظام لانه النظام السابق … لان نظام اليوم سوف يكون يوما ما النظام السابق …
إجترار الماضي خطير … و البقاء فيه مرض عضال … فالمشي إلى امام يكون خطيرا كلما بقيت وجوهنا ملتفتة إلى وراء …
بقاء العدالة الانتقالية إلى اليوم – هذه المصيبة الكبرى – هي مهزلة القضاء في العصر الحاضر …” منظومة” العدالة الانتقالية كما نص على ذلك الدستور كل المنظومة هيئة و دوائر انتهت بانتهاء الأربع سنوات التي خصصت لها ، فكل قضاء استثنائي – و أنت افضل العارفين – لا شرعية له خارج المدة و هذه المدة انتهت منذ ماي 2018 …
الخبرات الدستورية التي قبلت العمل مع النظام الحالي إنما قبلت من باب الوطنية و رفعة الأخلاق لا غير … كنت اتوقع منك ان تشكرهم، و أن تستمع اليهم … فهم افضل الكفاءات مهما بحثت …
نحن الآن في مرحلة فوضى تستوجب من القيادات في الدولة و في الاحزاب و في النقابات التحلي بالحكمة لضمان اسباب الاستقرار و تطوير مناخ الاستثمار الى حين إصلاح النظام السياسي الذي يبقى سبب الفوضى …
أترقب من رئيس الحكومة موقفا شجاعا يعيد الاعتبار للمؤسسة الحكومية …
أشكر صديقتي عبير موسي التي كانت كالعادة في مستوى الحدث و قدمت مشروع قانون للكف عن كل الخروقات لمبادئ المحاكمة العادلة و دفن عدالة انتقامية ماتت منذ سنتين …
اشكر صديقي محسن مرزوق الذي كان نادى للمصالحة منذ سنوات و عمل على إيقاف النزيف و البناء على اسس جديدة …
اتمنى من كل القيادات الحزبية الاخرى العمل فعلا على إخراج تونس من الاحتقان و تجنيبها الصدام و الاهتمام بما ينفع البلاد و العباد …
أ.د الصادق شعبان
26 سبتمبر 2020″.
شارك رأيك