في رسالة مفتوحة نشرها صباح اليوم السبت 26 سبتمبر 2020 على صفحات التواصل الإجتماعي، تكلم المحامي عادل كعنيش مطولا عن ما تقتضيه المرحلة اليوم و عن مصلحة تونس بالأساس و عن تواصل خطاب الانتقام و التشفي الذي انطلق منط 10 سنوات… و حتى و لو كانت الملفات مغلقة.
و يؤكد الأستاذ كعنيش على أن تونس تحتاج إلى رؤية صائبة و إلى التخطيط السليم و إلى لغة الأرقام و إلى الواقعية و إلى الابتعاد عن الارتجال الذي لا يصنع المستقبل، وفق ما كتبه و في ما يلي تحليله:
لو كنت مكان رئيس الحكومة لخرجت بخطاب للشعب عبر القنوات التلفزية يكون على النحو التالى :
أبناء و بنات شعبى العزيز
الحياة مواقف …
و التاريخ تصنعه القرارات الكبرى …
و كبار الرجال هم من استطاعوا تجاوز الخلافات
وارساء التصالح و النظر يتفاءل للمستقبل …
مصلحة تونس اليوم ليست في تواصل الخلافات و لا وفي توجيه الاتهامات و لا في العودة إلى مآثر فترات مرت وانقضت …
مصلحة تونس اليوم فى طى صفحة الماضى والعمل على تحقيق وحدة الصف و التخطيط للمستقبل مع الاستعانة بجهود وخبرة الجميع …
تونس تحتاج إلى رؤية صائبة… و إلى لغة الأرقام…
و إلى الواقعية و إلى التخطيط السليم والمرحلية فى التنفيذ .. و الابتعاد عن الارتجالية و عن الاوهام التى لا تصنع المستقبل …
ليست مصلحة تونس في بث التفرقة ….
ليست مصلحة تونس في مواصلة خطاب الانتقام الذى انطلق منذ عشر سنوات وهو خطاب وان كان البعض استساغه فى البداية فانه ثبت فى كثير من الاحيان ان مبناه كان التشفي و لو كان مغلفا بالقانون….
مصلحة تونس ليست في تخوين وجلد الماضى و لا فى مواصلة التباهي بالحاضر الملىء بالصعوبات لاننا هكذا سنبيع الاوهام للناس …
الشعب يريد نعم …
الشعب لا يريد أن يحكم مباشرة فهو يعرف أن ذلك غير ممكن…
الشعب يريد قيادة صائبة وعقلانية ، تدير البلاد بالحكمة و بالعدل و بروح التآخي و التوحيد وتعالج بسرعة عديد المنظومات التى ضعفت وتوشك على الانهيار واعادة الاعتبار لمفهوم الدولة العادلة الذى اعتراه الوهن …
تونس تستحق أفضل مما هي فيه …
أضعنا وقنا ثمينا في المزايدات و في الخصومات فتجاوزتنا فى التنمية بلدانا كنا افضل منها على جميع المستويات …
الأمم تتقدم الى الامام ، و نحن نمشي كل يوم خطى إلى الوراء بل اصبحنا نفقد ثقة الموسسات المالية الدولية وثقة المستثمر الاجنبى الذى لم يعد على استعداد للاستمرار فى تونس خاصة وهو يرى ان الاستثمار الوطنى متوقف بالكامل نتيجة انتشار ظاهرة الاضرابات والتوقف عن العمل فتضررت سمعة بلادنا وخفت اشعاعها بعد ان كانت تحضى باحترام كبير فى الاوساط الاقتصادية الدولية …
لا يمكن السكوت عن الوضع الحالى ولا يمكن ان نترك الازمات تستفحل يوما بعد يوم … لا يمكن السكوت عمن يتلاعب بمستقبل الشباب و الاطفال فيضيع لديهم الامل بما يدفعهم إلى الهجرة أو التهميش او الجريمة حان الوقت ان تفرض الدولة سلطتها كاملة لوقف كل اشكال التسيب خدمة لمصالح الوطن العليا …
اخترت الفريق الحكومي كما يمليه علي الدستور .. حصلت على ثقة مجلس نواب الشعب كما يمليه الدستور …
اخترت من افضل الكفاءات حولي للخروج من الأزمة و لتحقيق الإنقاذ… و سوف اواصل في التشريك و في توسيع حلقة المخلصين لتونس لا فرق عندي بين انتماءاتهم السياسية الحالية أو السابقة ولا فرق بين حزب واخر و لا بين أن كانوا خدموا هذا الوطن في السابق أو لم يخدموا الوطن بعد فالدولة فى حاجة لمجهودات الجميع ويا حبذا ان تستفيد بخبرة وتجربة ابناءها طبق ما يسمح به القانون …
ليعرف الجميع أننا فى يوم ما سنكون رجال نظام سابق ، و نتمنى أن يكون القادمون افضل …
اود من كل أبناء تونس و بناتها الدعم والمساندة و الانطلاق فى اقامة مجتمع جديد مبنى على العدالة الاجتماعية والحق فى التنمية لكل الجهات بما يمكن من توسيع الطبقة المتوسطة وانتشال الطبقة الضعيفة بعيدا عن الراسمالية المتوحشة مع قطع دابر الفساد والارهاب وصولا الى تعزيز الدور الاجتماعى للدولة لاعادة الاعتبار للمدرسة الوطنية ولمنظومة الصحة والارتقاء بالمنظومة القضاءية التى سنحرص على استقلاليتها حتى تودى دورها فى احسن الضروف …
اود من كل الاحزاب أن ينظروا إلى مصلحة كل ابناء هذا الشعب و أن يلتفتوا عن الجزئيات فالذى يجمع بين غالبية الاحزاب الممثلة فى البرلمان اكثر مما يفرق بينها …
اود من كل النقابات أن تساعد على هدنة اجتماعية حتى ننصرف لصياغة منوال تنمية جديد ونستانف الإنتاج و إعادة تصدير الخيرات و استقطاب الأموال و تشغيل الشباب واعادة الامل لكل مواطن ليعى ان هنالك دولة تعمل بالليل والنهار لخدمته واسعاده وانها ستمضى فى مقاومة الاحتكار والتصدى لكل من يسعى لضرب المقدرة الشرائية للمواطن هذه المقدرة التى اوشكت على الانهيار نتيجة سلوكيات وانانيات حان الوقت لردعها …
اود من كل كفاءات تونس ، من كل نخبها أن يتجندوا في السنوات الأربع القادمة لسد الأبواب المظلمة و فتح نوافذ جديدة على نور جديد وهو ما سيساعدنا على اقامة تصورات جديدة واعادة طرح موضوع التكامل المغاربى وخاصة مع جارتنا الكبرى الجزاءر التى نحيبها وسنسعى لاعادة تنشيط علاقاتنا معها خاصة بعد ان نتجاوز مخاطر هذا الوباء الذى ضرب العالم ياسره ومع ليبيا التى نتمنى من اعماقنا ان تخرج فى الايام القادمة بسلام من ازمتها…
قررت ان اتشاور مع كتل المجلس جميعا دون استثناء حتى ينخرط كل السادة النواب في إقامة مصالحة وطنية عاجلة و تفعيل الدستور بخصوص انتهاء مسار العدالة الانتقالية وضمان ارجاع الاموال المنهوبة فى اسرع وقت و إصدار القوانين كلما اقتضى الأمر ذلك…
قررت مع الفريق الحكومى الذي حظي بثقة المجلس أن نكون يدا واحدة و صوتا واحدا لخدمة الشعب … شعب سئم من الشعارات الفارغة ، كثرت ديونه و تدهورت معيشته ، و ضاع القرار شيئا فشيئا من يديه ولكن بفضل تكاثفنا وترشيد بعض السلوكيات يمكن ان نعيد الامل بسرعة لكل ابناء الشعب …
تحدياتنا مشتركة و حلولها لا يمكن ان تنبع الا من ارادة مشتركة …
هكذا أرى دورنا كحكومة مستقلة لا يمكنها إلا أن تقوم على المصداقية والوحدة الوطنية و لا يمكنها إلا أن تبحث عن افضل الكفاءات …
اريد ايها المواطنون أضافة لثقة المجلس ثقتكم انتم ايها الشعب العظيم… لا شيء ينفذ دون رضاكمً… ولا نجاح إلا اذا كانت ثماره لكم ….
هذا ندائي اليكم يا أبناء وبنات وطني …
كونوا معي في هذا الجهاد الحقيقي…
شارك رأيك