نشر حمة الهمامي القيادي في حزب العمال قصيدة يوم أمس الثلاثاء 29 سبتمبر على صفحته الرسمية بالفايسبوك، يقول فيها بتاريخ 28 سبتمبر 2020، رغم ما تبطنه من أوجاع، كلاما جميلا و رقيقا عن شريكة حياته لعقود، أيقونة المحاماة و النضال راضية النصراوي التي تمر حاليا بوضعية صحية صعبة.
و نتمنى للصديقة راضية النصراوي الشفاء العاجل و ننشر بدورنا هذه القصيدة اعترافا لهذه المرأة التي تبنت قضايا الجميع يمينا و يسارا في عهد النظام السابق حيث تعرضت للهرسلة و التجويع و الترهيب و ها هو حمة الهمامي، زوجها و رفيقها يقول عنها كلاما شبيها بالقبانيات أحبت فأعطت و التي اعطت روحها للوطن:
أأَبْكِيــــــــــــــكِ… إليكِ، سيّدتي ومُلْهِمَتِي
أَأبْكِيكِ…
وَدُمُوعُ السَّماءِ قدْ غَطَّتِ الأرْضَ تبْكِيكِ…
أمْ أنّكِ تبْغيَن دَمْعِي، لأنَّ فيهِ،
سَيِّدتي، ومُلْهِمَتِي،
هوًى يُدَاويكِ …
ويَشْفِيكِ…
أَأَبْكِيكِ…
وَلَيْسَ في العَيْنَيْنِ
دمْعٌ بِحَجْمِ مَا في النَّفْسِ
مِنْ حُبٍّ ومِنْ وَلَهٍ لِيكْفِيكِ…
أمْ أنّ دَمْعةً واحدةً سَيِّدَتِي،
ومُلْهِمَتي، منْ عَصِيّ الدَّمْعِ،
تُرْضيكِ…
أأبْكِيكِ…
وأنا لا أجيدُ البُكَاءَ…
لا جهْرا ولا سرّا، لا طوْعا ولا قسْرا،
وإنْ كان، للهوى، سيّدتي، ومُلْهِمَتِي،
عليِّ، نهْيٌ وأمْرٌ…
كلَّما فكّرْتُ فيكِ …
أَأَبْكِيكِ…
وأنتِ منْ علّمتْني الصَّبْرَ،
فهل يبْكِي،
سَيّدَتي،
ومُلْهِمَتِي،
منْ كُنْتِ لهُ الصّبْرَ،
إذَا اشْتَدّتِ الدُّنْيَا آوَتْهُ مَغَانِيكِ…
أأبْكِيكِ
وقد عشْتُ بِالهَوى مِنكِ وفِيكِ
ومَا زالَ فيّ لِلْهَوَى لحنٌ،
بهِ أناجِيكِ…
وإِنْ مِتُّ، سَيِّدتِي،
ومُلْهِمَتِي،
فلنْ أَمُوتَ ظمْآنًا
لأنَّي إذا مِتُّ سَأَبْقَى سَاكِنًا فيكِ…
آهِ سَيِّدَتِي،
ومُلْهِمَتِي،
فأنتِ الغَيْثُ،
وأنَتِ الظِلُّ والشّجرُ،
وكلُّما سَرَى هُنَا عَطَشٌ
فَمَا لِيَ غَيْرُ أرَاضِيكِ
أهِيمُ عَلَيْهَا ومنْ كلّ شِبْرٍ…
أُنادِيكِ…
آهِ… يَا سَيِّدَتِي، ومُلْهِمَتِي،
فَإِنْ كَانَ لِي أملٌ فَعُمْرٌ جديدٌ أُقَضِّيهِ
بَحْثًا في مَعَانِيكِ وَفِي مَعْنَى معَانِيكِ،
فَلَا شَيْءَ في الدُّنْيَا يُسَاوِيكِ…
آهِ… يَا سيِّدَتِي، ومُلْهِمَتي
ألا انْتَفِضِي وهَاتِي يَدَيْكِ…
وهَيَّا بِنَا نَمْضِي بِلَا حُزْنٍ وَلَا دَمْعٍ،
فقَدْ خُلِقْنَا لتَفْدِينِي وَأَفْدِيكِ…
حمّه الهمّامي
تونس في 28 سبتمبر 2020
شارك رأيك