وفاة مواطن داخل كشك اثناء عملية تنفيذ قرار هدم، فجر اليوم الثلاثاء 13 أكتوبر 2020 في مدينة سبيطلة بولاية القصرين، كانت موجعة، مؤلمة، مقرفة… و أثارت جدلا كبيرا لدى الرأي العام حول التراخيص و المنع و جمالية المدينة و الكناطرية… و الباحث عن الرزق و كسب القوت اليومي… و المخالفاتةو الرشوة.. في غياب البديل لتوفير العيش الكريم للمواطنين.
تم على اثر هذه الفاجعة فتح بحث تحقيقي في الغرض، و كان المشهد مؤسفا و حزينا 10 سنوات تقريبا بعد الثورة: مواجهات بين محتجين و أمنيين، كر و فر فرمي بالحجارة، فقنابل مسيلة للدموع، فحرق سيارة، فمدرعات عسكرية لتامين المنشآت الحيوية، فإقالة وإلى القصرين و معتمد سبيطلة و اثنين من المسؤولين الكبار في الأمن، فتراشق بالتصريحات و التدوينات على الملأ بين الوالي و رئيس البلدية، وزير الداخلية يتحول الى المكان، رئيس الجمهورية يلتقي رئيس الحكومة… و… و…
في حين ان الحل كان موجودا… و هذا ما أشار اليه الحقوقي و كاتب الدولة السابق عبد الرزاق بن خليفة في تدوينة نشرها على صفحته الفايسبوكية يقول فيها ما يلي:
“ازالة الاكشاك… هذا رأيي..
موضوع يقض مضجع كل من يفهم عمقه وتعقيداته…
رغم المناشير و التعليمات بازالة الاكشاك غير المرخص فيها… وضعنا مع بلدية بنزرت سنة 2012 تصورا آخر يقوم على فكرة ان من يحدث كشكا هو في الحقيقة شخصا يبحث عن الرزق…ويسعى إلى كسب قوته وعياله بيده..
لكن لا يجب ان يكون ذلك على حساب جمالية المدينة ونظافتها..
ولقد تم للغرض تكليف مهندس مستشار بلدي باعداد مثال هندسي لكشك نموذجي يتعين على الجميع النسج على منواله..
كما تم الاتفاق على الترخيص لكل من يرغب في تركيز كشك بشرط التقيد بالنموذج المعد للغرض… مع رصد البلدية للاماكن التي يجوز الانتصاب بها بعيدا عن الشبكات (تطهير تلكوم كهرباء ماء الخ..)…
تركيز كشك ليس عيبا في حد ذاته بل على العكس أصحاب الاكشاك هم أناس يبحثون عن الشغل خارج مسالك الوظيفة وفي غنى عن مساعدة الدولة و الوظيفة العمومية وهم يحملون عقلية الباعث والمستثمر الصغير… وهناك عائلات بكاملها انقذتها مثل هذه الانشطة…من الخصاصة لكن يجب فقط تنظيم المسألة.. انها فرصة هامة لامتصاص البطالة… و تخفيف العبء على الدولة…
مالاحظته ان اغلب البلديات أغلقت باب آلترخيص بحجة المحافظة على الجمالية والحال انه يمكن تحقيق الهدفين معا….
في النهاية المنع أدى إلى الفوضى…
في المغرب مثلا “المبادرة الوطنية للتشغيل” اعتمدت على قيام الدولة بصنع آلاف الاكشاك الجاهزة وتوزيعها على ضعاف الحال.. في شكل بديع… (ألوان و رسوم تقليدية جميلة جدا)…”.
شارك رأيك