على هامش احياء الذكرى ال57 لعيد الجلاء ببنزرت اليوم الخميس 15 اكتوبر، استهلت الفة التراس تدوينة نشرتها باللغة الدارجة على صفحتها الرسمية بالفيسبوك بأغنية للمرحومة علية: “فإما حَيَاةُُ وَإِمَّا فَلاََ….وَعَنْ ثَغْرِ بِنْزَرْتَ نَبْغِي الجَلاَءْ”
هكذا بدأت التراس تروي بنزرت، بنزرت الأبية، لتقول ما يلي عن الجهة التي تمثلها و التي لازالت تنتظر الجلاء السياسي الفاشل لتقفز الى الامام:
“هذَا جزء مإلي تغنات بيه المرحومة عُليّة للرفع من عزيمة شهدَاء تونس في ملحمة سطرت أسمىٰ آيات العزِّ والشرف وجمعت كلَّ أبناء الوطن ببنزرت على نهج واحد ولهدف واحد فكان النصِر لهُم.كَان مكّنتنا عزيمة الشهدَاء من رحيل آخر جُنود الإحتلاَل، فإنو #بنزرت ، كيفها كيف بقية الجهات، مازالت تستنى، بعد 57 سنة، الحياةْ إلي تغنّت بيها عُليّة ومازالت تستنى الجلاَء الكَامل بجلاء التلوّث وجلاء السِياسَات العمُوميّة الفاشلة منهَا.
زيارات رؤسَاء الجمهورية والحكُومات والوفُود الرسمية المتعاقبة كل 15 أكتوبر لبنزرت بش يحطو إكليل من الورِد ويقراو الفاتحة على أرواح الشهداء، وما يسبقها من مظَاهر طمِس واقع الجهة، أعتقد أنها أفْرغَت تمَامًا من محتواها وتحولت لموضوع تندّر خاصة كترجع الولاية تعيش بعدها سنة أخرى من التعطيلات وغياب للحلُول البراغماتية خاصة لإنقاذ المرافق العمومية الأساسية وبالخصوص مستشفى منزل بورقيبة و مستشفى الحبيب بوقطفة والتسرِيع زادة في إنجاز المشاريع المتعثرة وأوّلهم مشروع الوصلة الثابة ومشروع إزالة التلوث ببحيرة بنزرت ومشروع ربط بنزرت بالغاز الطبيعي ومشروع صيانة ملعب عزيز جاء بالله والملعب إلي يحمل في إسمه رمزية تاريخ عيد الجلاَء ووو…
بنزرت فيها تقريبًا 200 كلم من أروع السواحِل وأرخبيل بجمَال أرخبيل جالطة و محمية طبيعية بتنوّع محمية إشكل وبحيرة و ميناء قديم وأكثر من 100 ألف هكتَار من الغابَات لكِن ماهيَاش وجهة سياحية وتحتوي فقط على 3 أو 4 وحدات سياحية تنجم حقيقة تستقبل السواح. وفوق هذا، كل عام نخسرو جزء هام من ثرواتنَا الطبيعية بسَبب جائحة التلوّث والحرائِق إلي مالقينالهاش حل رغم المجهُودات الكبيرة لأَعوان الحماية المدنية والغابَات.
بنزرت توفِّر أكثر من 600 مليون متر مكعّب من المياه المتجدّدة ورغم ذلك مازِلنا في القرن 21 نلوجو على حُلول لفض إشكاليات إيصال الماء الصالح لشرب لجزء كبير من سكانها !
رغم الموقع الإستراتيجي إلي تتمتّع به بنزرت وإرتبطاها بالشمَال الغربي وقربها من العاصمة، فإنو الدولة تختار مكان آخر لمشروع ميناء المياهْ العميقة و يبقى ميناء بنزرت يستقبل سنويا تقريبا 500 سفينة فقط وعملية تصدير أغلبية المنتوجات الفلاحية متاع بنزَرت وكل ولايات الشمال الغربي يتم من ميناء رادس في مفارقة عجيبة !
رغم كل هذا، يبقى الأمل قائم…أمل في رؤية جديدة بروح جديدة مبنية على قراءة صحيحة لواقع الجهة ومشاكلها وإمكانياتها والفرص المتاحة فيها ونصيغو بعدها تصوّر واقعي يقطع مع الفكر النمطي ويحول بنزرت من ولاية شبه معزولة لقاطرة لتنمية كل ولايات الشمَال الغربي وقُطب وطني للصناعات الغذائية والسيَاحة والإقتصَاد الأخضر والنقل البحري.
لهذا، الحكومة عليها أنها تنطلق بصفة عاجلة بإيقاف نزيف التلوّث بكل أنواعه إلي يمنع أي أفاق لتنمية ببنزرت والقطع مع السياسَات العمُومية الفاشلة والممارسات البيروقراطية إلّي كبّلت كل المشاريع وآخرها مشروع إزالة التلوث ببحيرة بنزرت و إلي فلوسو مرصودة لكن ينتظر في الرؤية إلي بش تقدمها الحكومة في خصوص شركة الفولاذ !
رحم الله شهداء الوطن…
ربي يحمي تونس
عضو مجلس نواب الشعب
#ألفة_الترّاس”.
شارك رأيك