في تدوينة نشرها اليوم الإثنين 19 أكتوبر 2020 تعليقا على الحوار التلفزي الأول لرئيس الحكومة هشام مشيشي مساء أمس مع القناة الوطنية الأولى علق الكاتب – وهو ضابط سامي سابق في البحرية الوطنية – قائلا أن هذا التدخل لم يكن موفقا ولم يدخل أي أمل في قلوب التونسيين.
بقلم الأسعد بوعزي
ما إسترعى إنتباهي في حوار الوطنية الأولى مع السيد رئيس الحكومة:
1) من حيث الشكل:
– لا أعتقد أن السواد الأعظم من الشعب فهم السيد المشيشي بحكم اللغة التي طغت عليها الفرنسية. وهنا يستوجب عليه الإسراع بمراجعة سياسته الإعلامية وخاصة منها ما يتعلق بالإتصال،
-التوجّه أريد له أن يكون مبنيّا على الشفافية في الأرقام وهذا يهدف إلى محاولة كسب ثقة الشعب من ناحية وتبرئة الحكومة من أخطاء سابقاتها من جهة أخرى،
2) ما يتعلق بالمضمون:
– لا شيء جديد في مجابهة “الكوفيد”،
– الدولة سوف تعتمد أساسا على الضرائب والجهات المانحة لتمويل الخزينة ولم تتمّ الإشارة البتّة إلى الموارد التي من شأنها أن تأتي من الشركات المنتجة.
هذا يعني أن المواطن تنتظره أيام أصعب ممّا عاشها وأن الدولة ماضية في الغرق بحكم الإقتراض وأن لا حلّ في الأفق القريب لمشكلة الفسفاط والكامور وهو ما يبعث برسالة إلى المارقين عن القانون مفادها أن الحكومة ضعيفة تماما مثل سابقاتها،
– أن هذه الحكومة أصبحت تتمتع بحزام سياسي واسع وهو ما يعني أنها (وهي التى قيل عنها مستقلّة تماما) تمّ إختطافها من طرف تحالف الشرّ والخراب،
– من الواضح أن الصراع بين رأسي السلطة التنفيذية سوف يشتدّ بحكم الرّهانات بين مؤسستي قرطاج وباردو بحكم إن الحكومة تمّ الإستحواذ عليها من طرف هذا الأخير.
بقي الإشارة إلى أن برنامج الحكومة يسعى إلى معالجة الحاضر (gérer le quotidien) ولا حديث عن بلورة سياسة عامّة للدولة على المدى المتوسط والقريب للنهوض بالتنمية الشاملة التي لا يمكن إيجاد حلّ بدونها.
خلاصة القول: تدخّل غير موفّق بالمرّة ولا أعتقد أنه بعث بصيصا من الأمل في هذا الشعب اليائس أصلا.
* ضابط سامي سابق في البحرية الوطنية.
شارك رأيك