أردوغان وحزبه لا يمثلان الإسلام السياسي، بل يمثلان تيارا وطنيا تركيا محافظا ولا مصلحة لديهما أعلى من مصالح تركيا المحافظة. لكنهما وجدا في تيارات الإسلام السياسي بيادق يتكئان عليها لتحقيق مصالح تركيا في البلدان العربية… ووجدا خاصة قطعانا جاهلة لدينا ذات رد فعل بافلوفي لكل إيحاء للإسلام ورموزه حتى ولو كان نفاقا وعلى حساب وطنهم ودولتهم.
بقلم عادل اللطيفي *
عندما كان أردوغان رئيس الحكومة التركية، قام بتصريح ناري ضد الصين معتبرا ان ما تقوم به في حق الاقلية التركمانية من الويغور جريمة ضد الإنسانية، وانطلق من وقتها في حملات لمسانداتها ونسج علاقات تجارية مع أعيانها وأصبحت تركيا قبلة للمعارضين الإيغور بالإضافة إلى رعاية الحملات في الإعلام وعلى وسائل التواصل الاجتماعي.
لكن منذ أربع سنوات ومع تدهور علاقة أنقرة مع الولايات المتحدة واوروبا وأمام تفاقم الأزمة الاقتصادية وانهيار الليرة التركية، مع تراجع شعبية حزب العدالة والتنمية كما تبينه نتائج الانتخابات البلدية الأخيرة، التفت أردوغان نحو الصين وعقد معها عدة اتفاقات تجارية في إطار مشروع طريق الحرير. وتنتظر أنقرة بناء جسرين على البوسفور ومطار بالإضافة إلى تدفق الاستتثمارات الصينية.
تبع هذا التحول الاقتصادي باتجاه الصين تحولا سياسيا تجاه قضية الإيغور. فعندما أصدرت الأمم المتحدة تقريرا في أوت 2018 وتحدثت عن محتشدات للمسلمين الإيغور في الصين وتحدثت عن ذلك أغلب وسائل الإعلام العالمية سكت الإعلام التركي عن ذلك تماما.
أكثر من ذلك بدأت تركيا في إيقاف المعارضين الإيغور المقيمين في تركيا وترحيلهم الى طاجكستان ومنها الى الصين حيث تنتظرهم السجون. وحتى الادارة الامريكية كانت قد نددت بذلك. هذا بالاضافة الى التضييق على عملهم السياسي في تركيا لصالح قضيتهم.
في هذه الاثناء وإثر زيارة للصين صرح أردوغان ان الإيغور يعيشون في حالة جيدة مما أثار سخط بعض المثقفين من هذه الأقلية.
أردوغان وحزبه لا يمثلان الإسلام السياسي، بل يمثلان تيارا وطنيا تركيا محافظا ولا مصلحة لديهما أعلى من مصالح تركيا المحافظة. لكنهما وجدا في تيارات الإسلام السياسي بيادق يتكئان عليها لتحقيق مصالح تركيا في البلدان العربية… ووجدا خاصة قطعانا جاهلة لدينا ذات رد فعل بافلوفي لكل إيحاء للإسلام ورموزه حتى ولو كان نفاقا وعلى حساب وطنهم ودولتهم.
* باحث جامعي و محلل سياسي.
شارك رأيك