وجه الشاعر لزهر الضاوي مساء اليوم الجمعة 30 اكتوبر الجاري رسالة الى رئيس الجمهورية قيس سعيد و قال له الكلام الذي يلزم ان يسمعه:
“سيادة الرئيس…
..رجاء… رجاء…
أرجوك…اترك المشاعر
والعواطف الجياشة للأدباء
والشعراء والأيمة والوعاظ
والدعاة ولا تنسق الى حيث يريدون أن يحشروك…لا تدخل الى سوق مزايداتهم الرخيصة وتقفز على العصر الذي أنت فيه وتتقمص شخصية
“المعتصم” أو “حمزة”.. أو “خالد بن الوليد”..فنحن لا نطلب منك ذلك…نحن لم ننتخبك للدفاع عن “الأمة الاسلامية” ولا حتى ” لنصرة رسول الله”..” فللرسول رب يحميه”…
.أنت رئيس بلد صغير يترنح على شفا الهاوية تحيط به السباع والكلاب والضباع من كل صوب وحدب ..
ولن ينقذه الا حاكم حكيم ومتمرس يدرك خطورة ودقة الموقف فلا تترك مشاعرك الجياشة توقعك وتوقعنا معك في الشرك القاتل..
خصوصا بعد الحادثة الشنيعة التي وقعت في نيس الفرنسية والتي كان “بطلها -وللأسف الشديد – واحد من “رعاياك” ..ويعلم الله كم ستكلفنا هذه الجريمة النكراء وكم ستكلف جاليتنا هناك…نحن لسنا في قوة “الدولة الأموية” كي نتحدى “المقوْقس…كلب الروم”..فذاك زمن ولى وانقضى منذ قرون…..كن رجل سياسة و”تعلم” الدبلوماسية” والمرونة” التي تخرجنا من عنق الزجاجة..
هؤلاء الذين تشير اليهم بالبنان قادرون على خنقنا كالنقف في البيضة ..يموت ولا يرى النور..غدا سنخرج الى الأسواق المالية..لن يقرضنا أحد…سنتضور جوعا..سيلتحق الكثيرون منا / من الناجين من الكورونا / الى جحافل “المقتاتين” على المزابل/ ان بقيت هنالك مزابل../…لسنا من بلاد “الاغريق” كي يحنو علينا “الاتحاد الأوروبي” بمليارات اليوروات ويلقي لنا طوق النجاة..بل سنكون من أصحاب الغريق.. يتشفى فينا العدو و”الصديق” ..نغرق ولا يلتفت الينا أحد ..
.الوضع دقيق ..الوضع حساس..لن نلومك على صمتك / ان صمتت..ولم ترض “الغوغاء”/ فالصمت من الدهاء ..والدهاء من السياسة..لا تذهب الى حيث يريد استدراجك المزايدون والمنافقون من داعمي القتلة والارهابيين ..
راع ظروف شعبك..وتعلم “السياسة”..اخرج من جلباب فيلم ” الرسالة” فذاك زمن رحل ومضى ..
لأن الواقع لا يرحم وسيطحننا طحنا ان لم نفلح في مجاراته ..دعك من “الأمة الاسلامية”لأنك ستغص ولا تبتلعها..يكفيك فقط أمة صغيرة على المقاس..” الأمة التونسية”/ مثلا/ التي تتطلع الى من ينقذها من هذا اليم الهادر..
ولا حظ معي فجاجة أكذوبة “التضامن الاسلامي”..حيث يموت “المسلم” أمام”أخيه المسلم” ” ولا يتداعى باقي الجسد..لا بالسهر..ولا بالحمى”..بل الأنكى من ذلك قد يأتيك الغوث من بعض من تعتبرهم “كفرة..فجرة”..فيطل عليك خيال “ميركل” ويغيب عنك خيال “نهيان…وسلمان” ..بل ويطمع في نهبك وازدرائك ” آل عثمان”…فاتركهم جميعا أرجوك..وانشغل بمطالب شعبك ..قبل أن يسلم الروح..
…وان كان لا بد من ان تحن الى الماضي ويستهويك عبق التاريخ .. فاحزم حقائبك..وإياك ..إياك أن تذهب الى بلاد الحجاز..بل وجه “بغلتك” الى دمشق …نعم دمشق ..واقرأ فيها شيئا ..بل أشياء…عن “شعرة معاوية”- ….
وسنكون لك من الشاكرين..وسنتصدى معك الى “كيد الكائدين”……
فاستجب الى دعوتي ودعوة الآلاف المؤلفة من التونسيين…أرجوك… أرجوك؟؟؟؟
شارك رأيك