الإسلام السياسي نخر مجتمعاتنا العريبة الإسلامية وتغلغل حتى في الغرب. وهو يقدم نفسه بديلا عن التطرف والإرهاب والحال انه تواصله الطبيعي. إذ عندما يتم تحديد الهدف والتجييش ضده وإعطاء الشرعية لرد الفعل من طرف الإسلام السياسي، تمر جماعات منظمة أو أفراد إلى القتل والذبح والتفجير.
بقلم عادل اللطيفي *
الاسلام السياسي حلقات متكاملة من أبسط خطاب هووي وصولا الذبح والإرهاب… كل له دوره… مستوى أول يتم فيه تحديد الهدف والتجييش ضده وهي مسؤولية الإسلام السياسي الإخواني الانتخابي الديمقراطوي الوسطي المتسامح وذلك في وسائل الإعلام التي تحت تأثيرهم وصفحات التواصل الاجتماعي. وعادة ما يكون خطابهم حول المظلومية الاسلامية والقداسية المفتعلة بغاية تهييج العواطف الدينية.
هذا المستوى من الاسلام السياسي هو الذي نخر مجتمعاتنا وتغلغل حتى في الغرب. وهو يقدم نفسه بديلا عن التطرف والإرهاب والحال انه تواصله الطبيعي. وعندما يتم تحديد الهدف والتجييش ضده وإعطاء الشرعية لرد الفعل، تمر جماعات منظمة أو أفراد إلى القتل والذبح والتفجير.
بعدها تأتي عملية التبسيط والتبرير بمنطق “نندد ولكن” في استعادة لنفس منطق التجييش السابق وتعود نفس ماكينة الإسلاموية الوسطية للتغطية وطرح نفسه بديلا عن هذا القتل. وكأن منطقهم يقول: “إقبلوا ما نقول أو هذا ما ينتظركم”.
والأخطر من ذلك اليوم أن منحى التبرير هذا لم يعد مقتصرا على جماعة الاسلام السياسي بل انخرطت فيه حتى جهات رسمية بشكل غبي كما قرأنا في بيان الرئيس التونسي قيس سعيد ووزارة الخارجية التونسية أمس الخميس 30 أكتور 2020 بعد العملية الإرهابية في مدينة نيس الفرنسية في استهتار كامل بالدولة.
مسار الترهيب والإرهاب هذا هو الذي عشناه في حالة اغتيال القائد اليساري شكري بلعيد سنة 2013 هو نفسه الذي عشناه مع المدرس الفرنسي صمويل باتي في فرنسا منذ أسبوعين وهو نفسه الذي أودى بحياة فرج فودة منذ سنوات عديدة في مصر وعديد ضحايا الاسلام السياسي في العالم.
* باحث جامعي و محلل سياسي.
شارك رأيك