تونس التي وصلت إلى درجة كبيرة و خطيرة من الانهيار الشامل تحتاج اليوم إلى رئيس حكومة قوي و جريء و مقدام حد التسرع و التنطع إن لزم الأمر… فتونس لم تعد تتحمل السلبية أو الحلول الترقيعية، بل راديكالية و حزم و بأس شديد لا يلين أبدا و لو تحت وقع النار الحامية.
بقلم مرتجى محجوب
بعد عشر سنوات عجاف، عاش فيها الشعب التونسي شتى أنواع المهازل و العذابات و الحرمان، و بعد “تشليك” الدولة و العبث الممنهج بهيبتها و تمرد فئات مارقة من هنا و هناك على حرمتها، و بعد ما وصلنا اليه من انهيار اقتصادي و اجتماعي لم تشهده تونس المستقلة من قبل، و خوفا من انفلات الأمور و من فوضى عارمة لن تبقي و لن تذر، و حرصا على استعادة سلطة الدولة و هيبتها، و حرصا على تطبيق القانون على الجميع بلا استثناء، و حرصا على استعادة نسق الإنتاج و العمل، و حرصا على تكريس الانضباط و الجدية في صفوف أفراد المجتمع، و حرصا على التصدي الصارم و الحازم لشتى أنواع الجرائم و العصابات و المخدرات… ووو…
لا مفر من الضرب بقوة على أيدي اللوبيات و العصابات و العملاء و الفاسدين و الإرهابيين و المجرمين والمحتكرين و المارقين و الخارجين عن القانون، الضرب بقوة و بلا أدنى تأخير، بداية من الإطارات العليا الفاسدة، إلى “رجال العمايل”، إلى الخونة و الجواسيس و العملاء، الى معطلي الإنتاج و الاقتصاد الوطني…
رئيس حكومة قوي و جريء و مقدام حد التسرع و التنطع إن لزم الأمر ، فتونس لم تعد تتحمل السلبية أو الحلول الترقيعية، بل راديكالية و حزم و بأس شديد لا يلين أبدا و لو تحت وقع النار الحامية،
تونس تغرق رويدا رويدا في مستنقع الانتهازية و الأنانية و خدمة المصالح الفئوية و الشخصية على حساب مصالح وطن لا نملك أعز منه على وجه الأرض، أخشى إن لم نأخذ الأمور على محمل الجد و بصفة استعجالية، أخشى أن نبكي عليه كالأطفال الصغار.
شارك رأيك