![](http://www.kapitalis.com/anbaa-tounes/wp-content/uploads/2020/11/7-من-نوفمبر.jpg)
لم يترك الصادق شعبان الوزير السابق في نظام الرئيس الراحل بن علي، الفرصة تمر لكي يقوم بقراءة للذكرى ال 33 لما كان يسمى بالتغيير… بعد مضي قرابة عقد من الزمن على سقوط السيستام.
و تكلم شعبان بالمناسبة عبر تدوينة نشرها اليوم السبت 7 نوفمبر على صفحات التواصل الإجتماعي عن التغيير بايجابياته و سلبياته كما عاشه من الداخل و بعد سنوات بمرور الزمن و بنظرة مغايرة و احساس آخر.
“ماذا يمثل لي 7 نوفمبر ؟
بالنسبة لي 7 نوفمبر حلقة هامة في تاريخ تونس… الإيجابيات :
– تغيير دون دماء و دون إنتقام …
– مواصلة نفس السياسات العامة و البقاء في المشروع البورقيبي الوطني …
– تحقيق استقرار سياسي لم يكن التونسيون يقدرونه في ذلك الوقت …فقط اليوم يعرفون معناه بعدما فقدوه ..
– دولة قوية و اقتصاد قوي …و أرقام لم تحققها تونس من قبل …
السلبيات :
– عدم تكريم الزعيم بورقيبة و تبجيله باعتباره باني الدولة و حامي الوحدة و محرر المرأة… و تبجيل الزعيم هذا الوطني العظيم ما كان ينفع شخصه بقدر ما كان ينفع بن علي… قلنا له هذا و قال له عكس ذلك آخرون…
– عدم الإتعاظ بالماضي و مواصلة غلق النظام … و كان بالامكان فتح الباب و دعم الأحزاب المدنية للتأسيس للديمقراطية من داخل المنظومة تكون متزنة مسؤولة مشتركة في القيم لا تتناحر أيديولوجيا كما هو الحال الآن و انما تتنافس على برامج و حلول عملية للناس …
للتاريخ ، يعرف الكثير منا أن هناك من كان يدفع للانفتاح … و هناك من كان يخاف من الانفتاح و يدفع للانغلاق … فضاق النظام نفسا و أصبح هشا يحترق بفعل أي فتيل من الخارج …و اعتقادي أن الانفجار لو لم يكن في 2011 لكان في 2014 عندما يغادر بن علي الرئاسة ( و هذه كان قراره اعرفه جيدا ) و تتكالب الحاشية على الخلافة …
نوفمبر بالنسبة إلى حدث هام و مسار كبير… لكنه مسار لم يحقق كل أهدافه … نجح في الاقتصادي و في الاجتماعي و أخفق في توسيع المشاركة السياسية و تحقيق الشفافية و حماية الحريات …
هل النظام الحالي افضل ؟ الجواب هو لا …
هل نحن اليوم نسير في الطريق الصحيح ؟ الجواب هو لا أيضا …
الخطأ كان حل التجمع الدستوري ، لان حل حزب لا يعني حل حركة … الحركة موجودة و الحزب الذي يجمعها كلها يجب أن يعود …
الخطأ الآخر هو العودة إلى خطاب الإقصاء فالإقصاء لم يعد ممكنا … وهو من الأصل غير مرغوب فيه … جرب و لم يحل المشاكل بل أخّرها و عقّدها …
الحل هو التأسيس لنظام حر تعددي يكون عدد المتنافسين فيه قليل … و الخيار عند الناخبين واضح … نظام يحقق الأغلبية لتحكم فعلا ، و يعزز المعارضة لتعارض فعلا ، ليس بالشتم و الكذب و انما بتقديم البديل و تكوين القيادات و التهيؤ للتداول …
ما زلت أنادي دائما لحركة دستورية وطنية جامعة …
دون هذه الحركة الكبرى لن تكون لنا الأغلبية الكافية و لن نخرج من المحاصصة و لن نحكم فعلا …
شعار هذه الحركة البورقيبية الجديدة … البورقيبية اولا ،تلك القائمة على التعلق بالشخصية التونسية la tunisianité و بالوحدة الوطنية و بالدولة القوية و بالواقعية و المرحلية كمنهج عمل …
لكنها بورقيبية جديدة ، أي تطبق في زمن جديد قائم على التعددية ، تبني لمجتمع ديمقراطي حر ، لا هيمنة فيه و لا إقصاء …
هذا ما يجسمه 7 نوفمبر بالنسبة الي … منذ أن كنت في النظام و إلى اليوم … و كل محاضراتي ، كل كتاباتي تعكس ما قلت الآن…”.
شارك رأيك