مازال السباق الانتخابي الأمريكي لم ينته حسب دونالد ترامب و المعركة بدأت في المحاكم الفيدرالية، الرجل يزعم أنه منتخب من أكثر من 70 مليون أمريكي و كذلك خصمه الديمقراطي جون بايدن. الحقيقة أن الإهتمام العالمي بانتخابات أقوى دولة في العالم له ما يبرره من ناحية تحديد السياسة الخارجية لأمريكا و علاقاتها بالعالم و أيضا لجهة تصحيح المسار الذي انحرف به ترامب بفعل المرجعية التي جاء منها.
بقلم توفيق زعفوري
ترامب لم يكن أبدا سياسيا أو ديبلوماسيا. كان من الكومبرادور الرأسماليين الذين يؤمنون بالنجاعة أكثر من الديبلوماسية. لذلك لم يجد أرضية تفاهم مع وزير خارجيه الأول لعدم انسجامه مع سياسة البيت الأبيض، فاستقال و عوّضه رئيس الإستخبارات الحالي بومبيو.
دونالد ترمب عليه أن يذهب لأنه أفسد الديبلوماسية و أفسد العلاقات الدولية مع الصين و كندا و دول أمريكا اللاتينية وأجبر العرب على الاصطفاف في طوابير من أجل التطبيع مع أمريكا بالقوة أو بالتهدبد.
ساءت علاقات أمريكا مع العرب جميعا إلا قلّتهم و سادت علاقات الهيمنة و الغطرسة، انسحب من اتفاقية المناخ الموقعة في باريس مؤخرا وانسحب من الإتفاق النووي الايراني و من منظمة الصحة العالمية و مارس القرصنة البحرية إبان جائحة كورونا وسطى على معدات طبية و حوّل وجهتها لبلده… فعل كل ما باستطاعته لإرضاء غروره الامبريالي إرضاءً لصديقه الصهيوني بنيامين نتنياهو الذي تأخر كثيرا في تهنئة بايدن…
يكفي أن نطلع على تغريدة نتنياهو على تويتر حتى ندرك مدى خسارة اسرائيل و اليمين المتطرف فيها لرئيس خدم اليهود بشكل أكثر من كافي ثم خذلوه كعادتهم فليس لهم صاحب لم يصوتوا له بعدما حول سفارة بلاده الى القدس و اعترف بها عاصمة أبدية لاسرائيل و دعم سيادتها على الجولان و غض الطرف على الاستيطان. لنتابع ما غرده نتنياهو : “أشكر مرة أخرى الرئيس ترمب على الصداقة الكبيرة التي أظهرها لدولة اسرائيل و أيضا لي شخصيا أهنئه على اعترافه بأورشليم و بالجولان و على وقوفه ضد ايران و على افاقيات السلام”…
الحقيقة أن فترة رئاسته التي لم تتجدد كانت بمثابة الصّفعه لمسيرته المخيبة لآمال العالم فهو فقط مع بوش الأب يشتركان في عدم نيل ثقة الامريكيين مرة ثانية.
أما بالنسبة لنا نحن كعرب و تونسيين فإنه علينا أن نعمل و نعمل و نعمل إلى ما لا نهاية حتى نبني بلدا متهالكا منهكا بالمناكفات و المشاحنات و الصراع المحموم على السلطة… نحن أضعنا وقت البناء في التخاصم و القذف و الشتم و السباب وأضعنا البوصلة في ظل أزمات إجتماعية و اقتصادية ذهبت بالبلد و ضيعته و الان مطلوب البدء في البناء علنا ننجح…
الرجل انتحب السبت مساء و ها هو يتحدث عن فريق لإدارة أزمة كورونا في بلده، و فريقه الحكومي شبه جاهز، رغم أنه يدخل البيت الأبيض في منتصف يوم 20 جانفي من العام المقبل، أمّا نحن فقد عشنا شهورا طويلة بدون 6 وزراء، و الآن لدينا أكثر من شهر بدون وزير ثقافة، ماذا نفعل بالثقافة فلتبق بدون وزير ما المشكل!؟
أتعبتنا تونس… لك و لنا الله…
شارك رأيك