الأمريكان – كغيرهم من الشعوب القوية – و منذ قديم الزمان، لا صديق دائم لهم و لا عدو أزلي، بل لهم مصالح دائمة و متجددة باستمرار. والويل لمن لا يستجيب لها أو يعترض طريقها. اسألوا فيتنام و شيلي وأفغانستان والعراق و غيرهم…
بقلم مرتجى محجوب
الولايات المتحدة الأمريكية هي دولة قوية، بل هناك من ينعتها بالامبريالية، وهي تتحرك حسب مصالحها الاستراتيجية و حسب ما تمليه مراكز دراساتها و لوبياتها الداخلية. لا غير… فالأفكار و المبادىء بالنسبة لهؤلاء البراغماتيين لا تغني و لا تسمن من جوع…
هذا أمر مفروغ منه و لا يحتمل النقاش، مما يدفعني صراحة للاستغراب ممن يراهنون على فوز مرشح رئاسي على حساب آخر و هم بذلك مبتهجون حيث انقسم التونسيون إلى أثباع جو بايدن و اخرين يصفقون لدونالد ترامب و كأن سياسة الرجلين بالنسبة لبلادنا ستختلف كثيرا بينهما!
وعندما تأتي التصريحات في هذا الاتجاه من سياسيين مثقفين و مطلعين على تاريخ و سياسات العم سام الخارجية بشقيها الجمهوري و الديموقراطي فإن الغرابة تتحول إلى تشكيك في القدرة التحليلية لهؤلاء و سذاجة انتظاراتهم من الاخرين أمريكان كانوا أو غيرهم !
على كل حال، فانه لا يمكننا أن نمنع الفرحة عن الناس و إن كانوا، و عوض التعويل على أنفسهم، يلاحقون السراب…
شارك رأيك