تحدث المنصف المرزوقي رئيس الجمهورية المؤقت الأسبق (عينته النهضة) طويلا من بيته بسوسة. تحدث عن تونس، عن ليبيا، عن اليمن، عن امريكا و عن المغرب العربي و عن العديد من الملفات مؤكدا أن الحرب ضد الاستبداد قد انطلقت و لن تتوقف الا بعد زواله. و تبقى الدابة السوداء للمرزوقي، الاعلام. الاعلام التونسي…
و يقول المرزوقي في آخر عدد للقدس العربي أن الإعلام المحلي (الذي لازال يؤرقه اكثر من 5 سنوات بعد مغادرته قصر قرطاج و فشله الذريع هو و حزبه في مناسبتين)، على عكس الاعلام العربي و الدولي، هو (و قوى سياسية) من غيبه و أراد مسح ذكره “تماما من الوجود و كأنه ليس انا من أدخل النظافة إلى قصر قرطاج و من حارب الفساد و من مهر الدستور و وقع عليه،…”.
و يواصل في هذا المقتطف من حواره بقوله أن هؤلاء “يريدون فسخي من الذاكرة و هذا ما اعتبره تصرفت صغيرا، و أريد فقط أن أذكر أني لما استلمت الرئاسة، بادرت بزيارة الأستاذ أحمد المنستيري في بيته، أخبره أننا سنواصل السير على نهج نضالاته من أجل تونس. كما زرت عدة مناضلين آخرين في بيوتهم. يعني أنني لم أدع أبداً أن التاريخ بدأ معي بل كنت مجرد حلقة من ذلك التاريخ. لكن هناك ناس تدعي الآن أن التاريخ بدأ معها وأنها الشخصيات الوحيدة في البلاد وأنا غير معني بما تقوله. أما بالنسبة للإعلام فسأكون صريحاً معك (مع محاوره)، أنا أعتبر أن الإعلام التونسي قد أضر كثيراً بي وبالثورة وبكل ما أؤمن به وأنا آسف لذلك لأني ناضلت من أجل حرية الرأي والتعبير وكنت أول ضحايا للإعلام الحر الذي ناضلت من أجله. وأنت تعلم أنه ورغم كل ما جناه علي هذا الإعلام فإني لم أرفع قضية بأي صحافي. لكن لدي احتراز كبير من الإعلام التونسي في الوقت الحالي ولست مستعداً الآن للتعامل معه. إن هناك نوعاً من الحاجز النفسي بيني وبين هذا الإعلام الذي لعب دوراً مخرباً وهداماً وساهم في تشويهي وإسقاطي في الانتخابات وضرب الثورة وهو اليوم أحد أكبر المشاكل في تونس وطالما لم يتم إصلاحه فلن تكون هناك ديمقراطية حقيقية في البلاد…”.
شارك رأيك