على اثر التصويت اليوم الخميس 10 ديسمبر 2020 على قانون المالية لسنة 2021، كتب ياسين العياري النائب عن عمل و أمل بعض الخواطر التي مرت أمامه: حول النواب و الفاسدين و المصالح و… و الناخبين الذين انطلت عليهم وعود ممثليهم بالبرلمان و جنوا ما زرعوه، “انتخبتوا الي بردلك على قلبك مليح هانو برجولك على قلبك…” ، وفق قوله الذي جاء كما يلي:
“إنتهى التصويت على قانون المالية 2021. مبروك على الناصر شقرون، 3 فصول. مبروك عليكم، إسقاط الفصول الي عندكم فيها مصلحة.
حتى القانون عدد 38، الي بعد ما صوتوا على موارده، قاموا يغنيو في حماة الحمى : أكذوبة كبرى! صوتوا إنه موارده بش تتنحى من ميزانيات الوزارات، أما ميزانيات الوزارات صوتوا عليهم و ما فيهم تشغيل 10 لاف بطال! أما موش مشكل، هاني حربوشة و زيد غناو حماة الحمى!
ريتكم مستغربين! ذلك ما إنتخبتم، فأستغرب إستغرابكم!
علاه إنتوما إنتخبتوا شكون عنده تصورات؟ حلول؟ مقاييس إختياركم كانت إمكانية التجميع حول إصلاحات؟
لا!
إنتخبتو ضد المقرونة، ضد الزغراطة، ضد فرانسا، ضد الخوانجية…
إنتخبتوا “الي بردلك على قلبك”! مليح! هانو بردولك على قلبك، مزبلوا فلان، نومروا فلتان، مسحوا القاعة … وفات “الشيخة”.. ثم بعد؟
هانو بردولك على قلبك في التصدي لحاجة/ عملولك مداخلة نارية/ فضحوا إندرا شنية.. صاحوا، عيطوا، إتهموا…يكاهو عاد! خالصين معاك!
المضاددة و العاطفية، هاك شفت.. تجيب حلول للي يحب يشري يخت! موش ليك إنت! لا تجيب ويفي بلاش لا مليون زيتونة لا ملح لا بترول لا تحارب الفساد!
التركيز على ما يجمع، منطق الحلول، ما مشاش معاكم، ما عجبكمش و جايين توة، مستغربين كيفاش فصول تنفع الناس ما تتعداش في قانون المالية!
لا حبيبي! ما تستغربش! كي تزرع الخرشف تحصد خرشف، ما تحصدش ورد، les mouches ne font pas du miel يقول الفرنساوي!
برشة لامونا على سحب ال 14 مقترح متاعنا : small buisness act، تشجيع البساكل و ال bio، تشجيع السيارات الهجينة و الكهربائية، تنشيط السوق الداخلية، ال sicar، إقتراض الدولة من البنوك… الي منغير مبالغة و بكل تواضع كانت قادرة تغير الإقتصاد التونسي في العمق و خدمنا عليها لأشهر طويلة.
هاكم شفتوا، ما تعدى حتى مقترح لحتى كتلة، حتى الحزام السياسي، غمتهم الحكومة، قالتلهم تو يعمل الله في مارس.
سحبناهم بعد ما فهمنا إنه الجو العام ماهوش متع خدمة النواب مع بعضها، بل ضد بعضها، و طلع للأسف فهمنا صحيح.
ثم، مقترحات ماذا؟ حلول ماذا؟ التونسي يحبك تحل live و تسب توانسة أخرين و تخاطب غرائزه و أسوأ ما فيه، يحبك تشفيله غله في هاذم أو الأخرين و تصب الزيت على العقد متاعه.
لكن التونسي بعد ما يطالبك و يشيخ على العداوة، على الكره، على التفريق، و يبرد قلبه.. يخرج ينبر على “قانون المالية”.
عدد مقترحات إئتلاف الكرامة (18 نائب) = صفر. عدد مقترحات الحزب الدستوري الحر (16 نائب) = صفر
لكن التوانسة يحبوا الصفر حلول! يحبوا ال live و show و التجلطيم.
عزيزي التونسي، موش عاجبك قانون المالية؟
ما فاتك شي! بعد 4 سنين إنتخب مرة أخرى عاطفيا ضد حاجة، للقضاء على حاجة و بعد أخرج إستنكر و إستغرب، و توة تتواصل البوكل و ككل قانون مالية حالتكم الكل، الي انتخبو هذا و الي ضده، تزداد سوء.
لا عزيزي المواطن ماكش ضحية، لا اليوم لا غدوة : ذلك ما إقترفت يداك!
بضاعتك ردت إليك : حين تشجع الرداءة، العياط، العنف، التهريج لا تجني حلولا و لا تحسنا في وضعك! يوم تفهمها توة يولي السياسيين يردوا بالهم في قانون المالية و يتنافسوا في الحلول، تو؟ يردوا بالهم في إختيار كلمات سبان الآخر و الضوء في الlive.
عشت كل أنواع الغربة، الكل! حبس، منفى… أصعب أنواع الغربة؟ أن تكون نائب عنده أحلام و حلول في تونس.
سنأجل مقترحاتنا لقانون المالية المقبل، و نزيدو عليهم أخرين، مخدومين مليح و بعمق. تحت القبة لن نسب أحدا، لن نضرب أحدا، لن نعتدي على أحد.
سنعمل بجد ليل على نهار، كما و نوعا، تشريعا و رقابة. سنبحث على ما يجمع لا ما يفرق، سنحترم المؤسسات و لو بقينا الوحيدين وسط فوضى المضاددة و هيجان العواطف.
بوصلتنا ؟ ما ينفع الناس، كل الناس حتى الي ضدنا، الي يسبونا، الي موش معانا، ما ينفع كل الناس!
إن الله مع الصابرين.
شارك رأيك