تزامنا مع انطلاق موسم التمور خلال شهر أكتوبر، أطلق المجمع المهني للتمور حملة إعلامية للتعريف بمشتقات التمور قصد النهوض بها و دعم تطورها و ذلك بالتعاون مع الإدارة العامة للصناعات الغذائية ومركز النهوض بالصادرات وبدعم من مشروع تعزيز نفاذ المنتجات الغذائية والمحلية للأسواق الممول من قبل كتابة الدولة السويسرية للاقتصاد والذي تشرف على تنفيذه منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية بالتعاون مع وزارة الصناعة والطاقة والمناجم ووزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري.
توخّي مقاربة ترتكز على تحليل سلسلة القيمة لكل منتوج من أجل تمكين كافة المتدخلين وخاصة المبادرين منهم من التعرّف والوقوف على المشاريع ذات القيمة المضافة العالية لذلك المنتوج مما يجعل منه رافدا مهما لدعم الاستثمار والتشغيل وبعث المؤسسات الصناعية ومساندة تنمية الموارد الجديدة والمجدّدة.
رافد لدعم التنمية الجهوية وتنويع القاعدة الإقتصادية
تجدر الإشارة إلى ما يوفره ميدان تحويل التمور من آفاق واعدة للإستثمار و التشغيل خاصة بكل من ولايات توزر و قبلي و قفصة و قابس بالنظر إلى وفرة إنتاج التمور و تنوع سبل تحويلها. و في هذا السياق، يعمل المجمع المهني للتمور بدعم “مشروع تعزيز نفاذ المنتجات الغذائية والمحلية للأسواق” على تثمين هذه المادة و الرفع من قيمتها المضافة عبر تحويل كميات من التمور إلى عدة مشتقات تشهد إقبالا متزايدا خاصة بالأسواق الخارجية.
و تقدر بقايا فرز دقلة النور بحوالي 30% من إجمالي إنتاج هذا الصنف، بالإضافة إلى وفرة إنتاج الأصناف المحلية الأخرى. و يمثل تحويل هذه المنتوجات فرصة حقيقية لرفع الدخل بهذه المناطق و دعم الإقتصاد الوطني ككل.
المجالات الواعدة
يحتوي قطاع مشتقات التمور على مجالات تطور هامة فيما يتعلق بإحداث المؤسسات الاقتصادية والتسويق والتصديرو ذلك بالنظر إلى تنوع هذه المشتقات الممكن استخراجها من مادة التمر على غرارعجين التمر و المربى و الدبس (الرب) و مسحوق التمر و غيرها. و يقدر عدد الوحدات الصناعية المشتغلة في مجال مشتقات التمور بحوالي 34 مؤسسة جلها محطات تكييف للتمر تقوم بتثمين بقايا الفرز من صنف دقلة النور، بالإضافة إلى أكثر من 20 مِؤسسة صغرى تقليدية منتشرة خاصة بلايتي توزر و قبلي,
و يتم ترويج البعض من هذه االمنتجات بالمحلات التجارية المختصة في بيع المنتجات ذات الجودة العالية و بعض الفضاءات التجارية الكبرى. فيما يتم تصدير جزء هام خاصة كمادة أولية لبعض أنشطة الصناعات الغذائية و مستحضرات التجميل. و من أهم الأسواق الخارجية فرنسا و ألمانيا و الولايات المتحدة الأمريكية.
و يتحتم العمل مستقبلا على استهداف فئات مختلفة من المستهلكين و الرفع من حجم المبيعات سواء بالسوق الداخلية أو عند التصدير.و هو ما يستدعي العمل على الرفع من القيمة المضافة لمشتقات التمور عبر تسويقها بالتفصيل و الإهتمام بجوانب اللف و التغليف و مزيد التعريف بمختلف هذه المنتجات و مجالات استعمالها على غرار الدبس (الرب) والمسحوق والمشروبات والخلّ وزيت نواة التمر ومواد الحمية المتنوعة مثل المكملات الغذائية والمواد الموفرة للطاقة والحيوية.
أوجه متعددة لحملة إعلامية واعدة
و يسعى المجمع المهني للتمور من خلال هذه الحملة الإعلامية بدعم من مشروع تعزيز نفاذ المنتجات الغذائية والمحلية للأسواق إلى تحسيس المستهلكين بقيمة هذه المنتجات. كما تستهدف هذه الحملة أيضا أصحاب المبادرة الخاصة و مختلف المتدخلين بأهمية النهوض بقطاع مشتقات التمور بالنظر إلى الآفاق التنموية الواعدة التي يوفرها.
كما ستستهدف هذه الحملة الإعلامية المروجين مثل دور الضيافة والمطاعم السياحية والجمعيات القائمة على ترويج المنتجات المحلية والتي يمكن أن تساهم في تدعيم وتنويع عرضها للمواد المتصلة بالتراث والتي تمثل عنصرا من عناصر تميزها.
ويشارك في هذه الحملة خبراء في مجال التغذية وعدد كبير من الطهاة وذلك عن طريق اقتراح أطباق وقوائم غذائية تعتمد المواد الطبيعية والصحية والتي تثمن أصلها المحلي. و يمثل هذا التمشي اختيارا مميزا وصائبا يتماشى مع خاصيات ظرف وباء الكوفيد السائد حاليا والذي ساهم في مصالحة المستهلك مع كلّ ما هو طبيعي.
فخلاصة القول ستستهدف الحملة الإعلامية التي بادر بها المجمع المهني في إطار النهوض بقطاع مشتقات التمور تكثيف وتنويع المشاريع الصناعية منها والصغيرة وتحسين وتنويع التصدير ومزيد مصالحة المستهلك مع هذه المشتقات بتأطير ودعم من كلّ الهياكل الفلاحية والصناعية والخدماتية ومؤسسات الدعم.
شارك رأيك