في بيان صادر ظهر اليوم الأحد 13 ديسمبر 2020، اشتكى ائتلاف الكرامة (المكنى بباراشوك النهضة) الى الرئاسات ال3 و إلى الشعب التونسي من ظلم الاعلام و السياسيين له.
و هذا نص البيان:
“بيان إلى السّيّد رئيس الجمهوريّة، وإلى السّيّد رئيس مجلس النواب، وإلى السيد رئيس الحكومة، وإلى الشّعب التّونسيّ العظيم. تتوالى منذ أيّام الجرائم الإعلاميّة والسّياسيّة في حقّ ائتلاف الكرامة، قادة ونوّابا وأنصارا، في شكل محرقة متواصلة على مدار السّاعة، لم تشهد لها البلاد مثيلا حتّى في أحلك أيّام الاستبداد.
وقد تابعنا مثلما تابع الشّعب التّونسيّ بكلّ فئاته، جرائم الوصم بالإرهاب والدّوعشة والتّكفير، الّتي صارت تستعمل في البيانات السّياسيّة الرّسميّة لبعض الأحزاب المحسوبة على الدّيموقراطيّة، وفي خطاباتها وتصريحاتها، ولبعض المنظّمات المريضة بخطاب الأيديولوجيا الحاقد، كما تجنّدت عشرات الإذاعات والتّلفزات والمنابر للنّهش من عرض نوّابنا والتّحريض عليهم ونعتهم بأبشع النّعوت المجرّمة بالقانون، كلّ هذا في ظلّ المقاطعة الفاشيّة المتواصلة منذ أشهر لنوّابنا، في انتهاك مجرم وصارخ وغير مسبوق لأبسط قواعد القانون والصّحافة والأخلاق والعدل وحقوق الإنسان في الرّدّ والتّعبير والدّفاع عن النّفس.
يحدث كلّ هذا على خلفيّة مداخلة لنائب شعب حرّ في برلمان حرّ، عبّر عن رأيه الّذي يضمنه له الدّستور والنّظام الدّاخليّ، ولم يتعرّض فيه لأحد ولم يعتد على أحد، وإنّما مارس حقّه المشروع في نقد بعض المفاهيم “الحداثويّة”، الّتي من حقّ النّاس أن يختلفوا فيها مثلما يختلفون في كلّ شيء، بما في ذلك المقدّسات الدّينيّة نفسها.
غير أنّه وإن كان الظّاهر يتمثّل في معركة هوويّة خارج الدّستور والتّاريخ – كما يريد أن يصوّره المتاجرون بحقوق المرأة وبالحداثة وبالمدنيّة – فإنّ هذه الحملة الفاشيّة على ائتلاف الكرامة تأتي في إطار المعركة القديمة المتجدّدة الّتي تشنّها قوى الثّورة المضادّة بأذرعها الإعلامية والحزبيّة والجمعيّاتيّة المدعومة صهيونيّا وإماراتيّا، على دولة الحرّية والكرامة والقانون، دولة 17 ديسمبر بقيمها ومبادئها وشهدائها وأحلامها وتطلّعاتها.
وحيث أنّه من الواضح للجميع أنّ هذه الحملة ممنهجة وتقف خلفها غرف عمليّات مشبوهة توزّع الأدوار كلّ يوم في سبيل دفع الأمور إلى أقصى درجات التّعفّن والفوضى، وحيث أنّه حتّى الأصوات العاقلة القليلة الّتي كان من المفروض أن تعلو في مثل هذه الظّروف لإدانة هذه المحرقة الوحشيّة، الّتي تستهدف مكوّنا سياسيّا برلمانيّا شرعيّا منتخبا يمثّل مئات الآلاف من التّونسيّين.
وحيث أنّ هذا الشّحن والتّجييش والإصرار على خلق نفس مناخات 2013، يوحي بأنّ هذه القوى المجرمة لن تتوانى عن فعل أيّ شيء من شأنه أن يربك مسار الانتقال الدّيموقراطيّ، خاصّة والبلد يشهد موجة احتجاجات اجتماعيّة وقطاعيّة وحالات انفلات مقصودة هنا وهناك، فإنّ ائتلاف الكرامة يعبّر عمّا يلي:
أوّلا: ندين إدانة مطلقة، كلّ جرائم التّحريض والكراهية والتّشويه والوصم الّتي طالت رموزنا وقواعدنا على حدّ السّواء، ونؤكّد على الشّروع في عمليّة توثيق و تتبّع قضائيّ واسع ضدّ كلّ من شارك في هذه الجرائم من إعلاميّين وسياسيّين ومنظّمات وأحزاب.
ثانيا: نحمّل الدّولة التّونسيّة بكلّ أجهزتها كامل المسؤوليّة، عمّا يمكن أن يصيب نوّابنا وعائلاتهم من أذى في أبدانهم وأرواحهم وأعراضهم نتيجة للتّحريض المتواصل منذ أيّام بلا رادع ولا محاسبة.
ثالثا: نعلن أنّه إذا استمرّت هذه الجرائم ضدّنا، فإنّنا سنتوجّه إلى كلّ الجمعيّات والبرلمانات والمنظّمات الحقوقيّة الدّوليّة وسنحمّل الدّولة التّونسيّة مسؤوليّتها الكاملة عن عدم حمايتنا وعدم ضمان حقوقنا الدّستوريّة المشروعة في القيام بواجباتنا البرلمانية تجاه بلدنا وناخبينا.
رابعا: ندعو كلّ الأجهزة الأمنيّة والعسكريّة إلى اليقظة الكاملة تحسّبا لاستغلال بعض المجرمين مناخات الاضطراب والشّحن والتّحريض، للقيام بعمليّات إرهابيّة قصد تلبيسها لائتلاف الكرامة وضرب الاستقرار والتّعايش في البلد.
خامسا: نعبّر عن احترامنا الكامل والأصيل، بلا متاجرة، للمرأة التّونسيّة الحرّة الفاعلة العاملة المضحّية المعطاءة الصّابرة على الأذى والشّريكة في صنع الفرح والحياة والأمل، أمّا كانت أو زوجة أو ابنة أو أختا أو زميلة أو صديقة.
سادسا: نؤكّد أنّنا لن ننجرّ مطلقا إلى مربّعات العنف وردّ الفعل، وندعو أنصارنا في كلّ مكان إلى ضبط النّفس، ونؤكّد مجدّدا أنّ ما نطق به الدّكتور العفّاس قد وقع تشويهه عمدا وقصدا، لإثارة الفتنة بين أبناء الوطن الواحد، وأنّه لا علاقة لنا أبدا بحادثة “الخبش” التي تعرّض لها زميلنا النّائب، وندعو إلى تحقيق قضائيّ وبرلمانيّ شفّاف في الواقعة، كي يتبيّن الجميع حدود المسؤوليّات والمؤامرة الّتي يشارك فيها المتاجرون بقميص عثمان، وهدفهم الحقيقيّ هو حلّ البرلمان.
حرّر بتاريخ 13 ديسمبر 2020 ووجّهت منه نسخ إلى كلّ من السّادة: رئيس الجمهوريّة رئيس الحكومة. رئيس مجلس النّوّاب.
عن ائتلاف الكرامة: رئيس الكتلة والنّاطق الرّسميّ: الأستاذ سيف الدين مخلوف”.
شارك رأيك