في تحليل له نشره على حسابه الخاص بالفايسبوك، مساء الاثنبن 14 ديسمبر 2020 و تونس تتهيأ للاحتفال بالثورة، عبر الصادق شعبان وزير التعليم العالي و العدل في عهد بن علي عن رأيه.
و رأيه هو أن حتى الحرية انقلبت الى فوضى، الى انحدار اخلاقي، الى حقد، الى تصفية الحسابات و كل ما يخشاه هو تركيز الدكتاتورية، ليقول في النهاية أنه ينادي ببناء الوسط الوطني، الوحيد القادر لتصحيح المسار و تهذيب المواقف و تجنب البلاد الانقسام، و في ما يلي النص بالكامل: “
:السنوات العجاف
عشر سنوات … سنوات عجاف …
أردت أن أجد شيئا إيجابيا فلم أجد… كل سنة اقول ربما الوضع افضل و كل سنة اتاكد ان السابق كان افضل بكثير …
حتى الحرية، سئمنا منها … انقلبت اليوم إلى فوضى … الى تدني الخطاب … إلى انحدار الأخلاق… إلى حقد … الى تصفية حسابات … و اخشى ان قريبا تترك المكان للدكتاتورية…
عندما أعمق التفكير اقول اننا نحن رجال النظام السابق أخطأنا… نحن الدستوريون … نعم أخطأنا…
محطات ضاعت … كنا نقدر فيها على تأسيس ديمقراطية حقيقية … بانتقال سلس …
حركة الديمقراطيين الاشتراكيين كانت تكون الحزب المنافس … أو الحركة الشعبية … أو غيرهما …
كان بالإمكان التأسيس لتداول مقبول بين أحزاب مدنية وسطية تتواصل فيها السياسات دون تغير مفاجئ مهما تعاقبت القيادات … و عندها – عندها فقط – ينزوي التطرف و يضعف المتطرفون من التوجه الديني أو اليساري أو القومي …
كان بالإمكان تقليص الغضب و كان بالإمكان وقف الاصطفاف ضد الدستوريين…
كان بالامكان تفادي الايادي الخارجية و تفادي الانتفاخ عند الإسلاميين و اليساريين…
عشر سنوات ضاعت من حياة تونس …
الان فقط عرف الناس أن الحركة الدستورية هي الأساس … اليوم عرف الناس ان الأخطاء لم تكن في الفكر الدستوري و انما كانت في بعض الممارسات الشخصية … استغلت ثغرات تنظيمية …
اليوم … الحركة الدستورية تعود … و العودة طبيعية جدا …و العودة قوية جدا … و سوف تكون اقوى في المستقبل القريب …
انا متفائل بهذه العودة … لان العودة هي التي سوف تعيد الوضع لحالته الطبيعية …
الوضع الحالي ليس الوضع الطبيعي … الوضع الحالي هو وضع أعرج نمى بعد ضرب الدستوريين و حل حزبهم و محاولة تشتيتهم …
الحركة الدستورية هي أعمق حركة و هي الوحيدة المتغلغلة في أعماق المدن و الارياف …
انما يجب الانتباه من شيئين حتى لا نعيد أخطاء الماضي:
الشيء الأول هو أن لا نبني الحركة على الأشخاص مهما كان دورهم و مهما كان نضالهم و انما نبني لمؤسسة كاملة متكاملة تقف في وجه كل هيمنة و في وجه كل انحراف … لا تموت بموت الأشخاص و انما تبقى و تتوارث …
و الشيء الثاني هو أن لا نعتبر أنفسنا الوحيدين في البلاد فهناك آخرون لهم الحق في الوجود ، كما علينا أن لا نكون متطرفين حتى لا نخلق تطرفا مقابلا و علينا ان نبني تنافسا ديمقراطيا لا ان نبني تناحرا مجتمعيا …
القيم الدستورية راقية جدا … المكنة السياسية لم تكن كما يجب في كل مرحلة …
اليوم علينا أن نصلح المكنة السياسية …
كما علينا أن نحافظ على القيم و هي الاهم …
من هذه القيم : تونسية الأمة ( ليس ثمة أمة اخرى ) مركزية الدولة ( كفانا من التدبر الحر المدمر ) ، قوة القيادة ( هيبة القانون مع منع الشخصنة ) ، وحدة الوطن ( منع الجهوية و العروشية و العقائدية ) ، وسطية المجتمع ( طبقة وسطى عريضة و مصعد اجتماعي حقيقي ) …
أتمنى ان تعود تونس كما كانت و أن تكون افضل مما كانت …
أنادي دائما ببناء الوسط الوطني … السبب في ذلك هو ان الوسط وحده هو القادر على ايجاد الأغلبية لتصحيح المسار و هو أيضا القادر على تهذيب المواقف و تجنيب البلاد الانقسام …”.
شارك رأيك