في رسالة مفتوحة توجه بها، اليوم الخميس 17 ديسمبر 2020 عبر صفحات التواصل الإجتماعي، الى رئيس الحكومة هشام مشيشي، ركز عمر منصور القاضي و الوالي و وزير العدل السابق على زيارة مشيشي الى فرنسا من 13 الى 15 ديسمبر من هذا الشهر، و قال:
“ السيد رئيس الحكومة ……عز نفسك تصيبها .
سيدي الكريم .اعلم جيدا أن اشغالك تهمك ولك سلطة التقدير فيما تفعل ، ولكن ذلك لا يمنعنا من إبداء رأينا إذ انك رئيس حكومتنا وتمثلنا ، وزيارتكم الأخيرة لفرنسا تدفعنا لإبداء ملاحظاتنا من حيث الشكل والمضمون .
من حيث الشكل : زيارتكم لفرنسا كانت بعيدة بروتوكوليا عن كل مستلزمات الزيارة مما تقتضيه الأعراف الدولية ومباديء التعامل بالمثل بين الدول ، خصوصا واننا لا نقصر في تونس في إكرام الضيف ، ولا تظنون للحظة ان مساءل البروتوكول ثانوية ، فهيبتك وصيغ الاحترام تجاهك من قبل مضيفك هي في الآخر من هيبة الدولة والوطن …….والمفروض ان مثل هذه الزيارات يقع الإعداد لها جيدا من قبلكم ولا مجال للخطأ أو السهو أو الصدفة .
من حيث الأصل: زيارتكم لفرنسا كانت تتناول حسب المصادر الرسمية ملفات الصحة والارهاب والهجرة السرية وعدد من المساءل الاخري ، وقد ادليتم بالمناسبة للصحافة بتلك الجملة التي اثارت جدلا بقولكم أن من يقول هجرة سرية يقول إرهاب ، وفي نفس الوقت يصرح رئيس ديوانكم لاذاعة اكسبراس ف م يوم الثلاثاء 15 ديسمبر 2020 بقوله : ان ظاهرة هجرة الأدمغة التونسية موجودة وأننا فخورين بذلك ….
وخلاصة التعليق علي كل ذلك هو ما يلي :
– أن أسباب مشاكل الهجرة السرية لها جذورها التاريخية العميقة ، إذ يجب أن لا ينسي بلدان الغرب عموما أنهم جثموا علي صدورنا طيلة ما يقارب القرن من الإستعمار، وحكمونا بالحديد والنار فاكلوا خيراتنا واستنزفوا ثرواتنا ثم خرجوا وتركونا …جلد علي عظم ، نعاني الفقر والخصاصة والجهل . هذه الدول لا تزال تفرقنا وتستغل ضعفنا للعبث ببلداننا ، ولكم في دمار الشقيقة ليبيا اكبر مثال …..وما هجرة أبناءنا إلا نتيجة منطقية للعجز الذي بقينا نتخبط فيه وقعدنا …..هز ساق تغرق الاخري .
– ان أبناءنا الحارقين لم يتركوا أرضهم وعائلاتهم اختيارا بل دفعتهم الحاجة والخصاصة لركوب الموت طمعا في عيش كريم ، وليس بحثا عن الجريمة والإرهاب ، وليكن في علم الجميع أن الارهابيين ليسوا في حاجة للحرقة فلديهم من المال والسند ما يكفيهم ، والغرب يعلم ذلك جيدا .
-إن قادة الإرهاب ليسوا من صنع بلداننا.، بل هم كما يعلم الجميع من صنع الدول الغربية التي آوتهم واكرمتهم عشرات السنين ثم زرعتهم في بلداننا غير عابئة بحكمة أن السحر قد يعود علي الساحر .
إن البلدان الأوروبية تستنكر قدوم بعض الحارقين من أبناءنا ، ونحن نتفهم ذلك ، ولكن هذه البلدان سعيدة بقدوم خيرة كفاءاتنا من اطباء ومهندسين واطارات مختلفة وصلوا الي ما وصلوا اليه بكد اباءهم ومجهود وطنهم ، وكان يمكن أن نكون سعداء لو تمكنت دولتنا البائسة من الاحتفاظ بأبنائنا واكرامهم وإنصافهم .
سيدي رئيس الحكومة : لو كان جات الدنيا دنيا ….ما كنا نري مسؤولي بلادنا ماشيين جايين علي فرنسا وغيرها في زيارات ….يا كريم متاع الله ولا يعودون بشيء سوي الوعود واثار البخس والإهانة…….أما جال بخاطر مسؤولينا أن الغرب سيسالهم عن مصانعهم ومناجمهم المغلقة وثرواتهم التي يعبث بها الباندية ، ألن يسالهم عن فوضي بلادهم ، وعما فعلتم في بلادكم باعتباركم مسؤؤولي الدولة التونسية .
الم يكن من الأجدي أن نحفظ ماء وجوهنا وننصرف الي مشاكلنا لنفضها بالحزم والقانون وإرجاع هيبة مؤسسة الدولة العادلة ، وأن ننكب جميعا علي انقاذ بلادنا بما يقتضيه ذلك من عدالة إجتماعية صارمة لا مكان فيها للتفضيل والمحاباة وشبكات المافيا والفساد .
عمر منصور “
شارك رأيك