“لنراهن على الشباب ونقاوم الفساد” هذا أحد المحاور الهامة في برنامج رجل الدولة ومؤسس الصحافة المستقلة حسيب بن عمار (1924-2008)، الذي صدر عنه كتاب جمع أبرز افتتاحياته ورؤاه للمستقبل، وهي كتابات تبدو وكأنها موجهة لجيلنا اليوم.
بقلم الهادي سواسي
يحمل الكتاب الذي جمع مواده ووثائقه، وقدم له الزميل الاعلامي رشيد خشانة، مشروعا لإصلاح النظام السياسي، حتى استقالته من وزارة الدفاع في 1971 بعدما عاين انحراف المسار.
بعد مغادرة الحكم أسس حسيب أول صحيفة مستقلة “الرأي” ثم Démocratie، كما أسس المجلس الوطني للحريات، وكان هو العنصر الحاسم في بعث الرابطة التونسية لحقوق الانسان عام 1977.
يقع كتاب “حسيب بن عمار وحلم المشروع الاصلاحي” في 264 صفحة، وتم طبعه بدعم من مؤسسة فريدريش إيبرت، وهو الأول في سلسلة “مسارات”. ويشتمل على وثائق وصور تُنشر لأول مرة. وينقسم الكتاب إلى 15 فصلا رصد فيها المؤلف المسار السياسي لأحد القادة البارزين للتيار الليبرالي داخل النظام. وقد انتصر التيار في مؤتمر الحزب الاشتراكي الدستوري سنة 1971 إذ حصد الغالبية في انتخابات اللجنة المركزية، إلا أن الرئيس بورقيبة ألغى نتائج المؤتمر، فكان حسيب أول المستقيلين من الحكومة، بل وتم طرد الليبراليين من الحزب في المؤتمر الموالي (1974) ومنهم حسيب بن عمار والباجي قائد السبسي وأحمد المستيري والحبيب بولعراس.
شكلت تلك القطيعة منطلقا لحسيب بن عمار لكي يجعل من “الرأي” منبرا مفتوحا لجميع التيارات والشخصيات الوطنية. ومثل بصفته مديرها المسؤول مرات أمام المحاكم، كما صودر الكثير من أعدادها وأوقفت عن الصدور لفترات متفاوتة.
وبعد وأد هذه التجربة الفريدة مع مجيء بن علي إلى الرئاسة، شارك حسيب في تأسيس المعهد العربي لحقوق الانسان واختير أول رئيس له. واستمر في هذا الموقع تسع سنوات، قبل وفاته في 2008.
شارك رأيك