أصدر المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون أو بيت الحكمة مؤخرا كتابا باللغة الفرنسية بعنوان “Les limites” أو الحدود وهو مؤلف جماعي بإشراف الأستاذ رياض بن رجب.
هل يمكن للحريّة أن تكون مطلقة؟ أيّ معنى لمقولة كل شيء مباح؟ هل يمكن اختزال الحدود في القوانين؟ ما هي القواسم المشتركة بين الديني والقانون الوضعي؟ ما هي انعكاسات غياب “الإيتيقا”؟ ما مدى نجاعة الحلول العلاجيّة للسيكولوجيات الرافضة للحدود؟
يطرح هذا المؤلّف الجماعي تلك الإشكالات، منتهيا إلى معادلة مفادها قد يكون كل شيء مسموح به، ولكن ليس كل شيء مفيدا لأنّ البناء السليم للنسيج الاجتماعي يشترط جملة من الحدود، التي لا تتنزّل ضمن قمع الحريات وإنّما هي “إيتيقا” ناظمة وضابطة لسيكولوجيا الفرد كي ينتظم وفقا للإرادة العامة.
لذلك يبرز خبراء العلوم الإنسانية وخاصة علم النفس أهميّة الأخلاقيات الناظمة من أجل احتواء الفرد وإلزامه بالتدابير الاجتماعيّة الموغلة في القدم، إن كانت دينيّة مثل الحد الإلهي الأوّل، أو وضعيّة فعبارات الاحترام، الطاعة، والامتثال لا تعني بالضرورة القيود السالبة للحريّة.
وبذلك يكون المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون “بيت الحكمة” قد وفّر عبر كتاب الحدود مرجعيّة علميّة للمهتمين بمجالات الحريات والأساليب العلاجيّة والحفريات المعرفيّة في سيكولوجيات الأفراد والشعوب.
شارك رأيك