إن إمتزاج الدم التونسي الفلسطيني في عديد المواقع على يد العدوان الصهيوني ليس سوى عنوانا كبيرا عن وحدة القضّية و العدو و أي محاولة لتطبيع العلاقات مع هذا الكيان الغاصب يعتبر خيانة وطنية لكل الدماء التونسية التي طالتها يد الغدر.
بقلم طه عبد القادر العلوش *
تعتبر القضية الفلسطينية مظلمة القرن بلا منازع حيث أن الكيان الصهيوني الغاصب لم ينقطع عن سياسة الإستطان والتهجير القصري للشعب الفلسطيني في انتهاك صارخ للكل المواثيق الدولية و اعتداء على أهم مبادئ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في حق الشعوب في تقرير مصيرها. وتأسيسا على ما سبق فإن موقف تونس مبدئي من حق الشعب الفلسطيني في إسترجاع أرضه المسلوبة و إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف هو نابع من إرادة الشعب التونسي و معبر على ما يخالجه من مشاعر تضامن و تأييد مطلق خاصة وقد تعرضت الدولة التونسّية الي إعتداءات متكررة من هذا الكيان المحتل في اختراق تام لسيادتنا الجوية و البرية و البحرية ليصل الأمر لانتهاك الحرمة الجسدية لأفراد من الشعب التونسي وشخصيات فلسطينية في ضيفتنا.
في هذا المضمار نذكر بأهمها حتى لا ننسى:
– في العاشرة صباحا من يوم 1 أكتوبر 1985 قصفت سّتة صواريخ إسرائيلية مقّر قيادة الأركان الفلسطينّية بحّمام الشّط بينما قصفت طائرات اسرائيلية مقّر إقامة ياسر عرفات و مكتبه و مكتب حراسته ليسقط في هذه الغارة
68 قتيلا و اكثر من 100 جريح بين فلسطينيين و تونسيين، مباشرة تبّنت إسرائيل هذه الغارة و أعلنت في وسائل اعلامها أنها قامت بهذه العملية التي أطلقت عليها إسم ”الساق الخشبّية“ و لأّول مرة في تاريخها إحتفظت الولايات المتحدة الأمريكية بصوتها و لم تصّوت لصالح إسرائيل في إجتماع مجلس الأمن الذي انعقد بعد أّيام من الغارة على حّمام الشّط حيث هدد الرئيس الحبيب بورقيبة آنذاك بقطع علاقات تونس الدبلوماسية مع الولايات المتحدة في حال استعمالها لحق النقض ليصدر مجلس الأمن القرار عدد 573 والذي جاءت فيه أول إدانة منه لإسرائيل.
– في سنة 1988 قام الكيان الصهيوني باغتيال القيادي بمنظمة التحرير الفلسطينّية خليل الوزير ”أبو جهاد“ بجهة قرطاج في تونس و صلاح خلف ”أبو زياد “ و إثنين من قادة المنظمة بنفس الجهة سنة 1991.
– في 15 ديسمبر 2016 قامت أجهزة الموساد الاسرائيلية باغتيال القيادي في حركة حماس الفلسطينّية المهندس التونسي محّمد الزواري بمدينة صفاقس حيث بثت قناة العاشرة الاسرائيلية مشاهد عن عملية الاغتيال على عين المكان و تد ّخل مراسلها (باستعمال جواز سفر ألماني) من أمام وزارة الداخلية التونسّي التونسّية بشارع الحبيب بورقيبة بتونس.
إن إمتزاج الدم التونسي الفلسطيني في حمام ال ّشط على يد العدوان الصهيوني ليس سوى عنوانا كبيرا عن وحدة القضّية و العد ّو و أي محاولة لتطبيع العلاقات مع هذا الكيان الغاصب يعتبر خيانة وطنية لكل الدماء التونسية التي طالتها يد الغدر.
* طبيب و ناشط سياسي.
شارك رأيك