صرح نور الدين الطبوبي الأمين العام التونسي للشغل الخميس 7 جانفي 2021 في ” ميدي شو،”، على موزايبك أف أم بأنه لا يجلس مع ائتلاف الكرامة. بعد سويعات، جاءه الرد:
“تفاعلا مع ملاحظات بعض الإخوة حول تدوينتي مساء اليوم تعليقا على حوار الطّبّوبي:
– الطّبّوبي قال: لن نجلس مع ائتلاف الكرامة!!
– ايه، عاديّ! وشنوّه المشكلة؟! نحن أيضا لا نريد ولا نتشرّف بالجلوس معه في ظلّ سيطرة اللّوبيّ النّقابيّ الحاليّ وسياساته التّخريبيّه للاقتصاد وخطاباته الايديولوجيّة الستالينية العفنة، أين المشكلة؟!
– أين رأيت التّغيّر في موقفه إذن؟!
– حسنا عزيزي، ركّز معي!
اليوم سمعنا شيئا جديدا “لفلفه” الإعلام وتجاهله كي لا يقع التّركيز عليه!، ووقع التّركيز عن قصد على عنوان مخصوص:” لن نجلس مع ائتلاف الكرامة!”
تابعت الحوار، لاحظت تجنّب الطّبّوبي الحديث عن أيّ استثناءات من هذا الحوار، وقال إنّ هناك صيغة يقع التّفكير فيها الآن تكون كما يلي: ” لجنة خبراء قانون دستوريّ” و”لجنة اقتصادية واجتماعية”، وقال إنّ هاتين اللّجنتين تجلسان وتتحاوران مع من تشاءان (وهذا هو التّصوّر الحقيقيّ لديه للحوار حسب ما فهمت!) ثمّ ترك الباب مفتوحا لما يمكن أن يحدث بعد ذلك…
طبعا على طريقة إعلام البوبالة، لاحظت أنّ بوبكر بن عكاشة أصرّ إلحاحا وكرّر أكثر من مرّة متقصّدا إحراجه بالسّؤال كي يسجّل عليه الإجابة: هل ستجلسون مع ائتلاف الكرامة؟!
وهنا كان من الطّبيعيّ أن يقول لا، ولو سُئلنا نحن أيضا لقلنا لا… ولكن هذه ال “لا”، لم تكن تعني رفض مشاركة الائتلاف في الحوار، بل كانت تعني رفض الجلوس معنا، وهذا من حقّه لأنّنا نحن أيضا نرفض الجلوس معه في إطار أيّ دور له في هذا الحوار.
ثمّ إنّ قرار المشاركة من عدمها هو قرارنا نحن، وليس قرار الطّبّوبي أو سعيّد، ولا أحد يستطيع أن يمنّ علينا بالقبول أو بالرّفض، لأنّه لا أحد وصيّ علينا أو على الشّعب التّونسيّ.
باقي المؤشّرات في خطاب الطّبّوبي:
-اعترافه بوجود مظاهر للفساد والانفلات والخضوع للضغوط في الاتحاد.
– تأكيده على احترام الدستور والمؤسسات القائمة وأنّه غير مطروح تغييرها.
– ارفضه لتنسيقيّات قيس سعيّد واعتبارها عامل توتير ومزايدة على الاتحاد في الجهات، بل ودعوته لباقي المكوّنات السياسية كي يكون لها موقف.
– تأكيده على التّناقض مع كتلة الزّغراطة ومرجعيّتها وتذكيره بجرائم نظام بورڨيبة في حقّ النّقابيّين.
– غياب ملحوظ للغة الجزّارين القديمة ” تكسير العظام” أو لغة القوّادة “التكفير والإرهاب”، أمّا حديثه عن المدنيّة والرّيق النّمطي فذاك لا يزعجني، أموره ومن حقّه أن يكون رأيه فينا كما يشاء، ما يهمّني أنا في التّعامل معي أن لا تحرّض عليّ ولا تصنّفني في خانة الإرهاب والدّوعشة لمجرّد اختلافي معك أو نقد البلطجة النّقابيّة، ومن حقّك أن ترى فيّ بعد ذلك ما تشاء، هذيكه الدّيموقراطيّة وأقبل بشروطها!
طبعا هذا لا يعني أنّ الطّبّوبي قد تغيّر 180 درجة وغبيّ من يطلب ذلك بين يوم وليلة، ولكن، أنا قلت هو مشوار الألف ميل، وهذه مجرّد خطوة على هذا الطّريق الطّويل.
أنا لا تحرّكني العداوات العبثيّه مع أيّ كان، وأؤمن أنّ المعارك والحروب ليست غاية في حدّ ذاتها، وإن طالت، الغاية دائما من كلّ حرب هي السّلم، السّلم العادل الشّامل المراعي لكلّ الحقوق. والميزان بيننا له كفّتان: قول وفعل، وقد عاهدت الله على أن يظلّ قلمي حرّا صادقا، ويوم يتناقض ذلك مع انتمائي السّياسيّ، فلن أتردّد لحظة في الاختيار”.
شارك رأيك