في التدوينة المنشورة أسفله يحيي الكاتب روح الوزير السابق منصر الرويسي الذي وافته المنية يوم 5 جانفي 2021 عن سن 70 سنة و قد كان رحمه الله ويرا للثقافة ووزيرا للشؤون الاجتماعية و وزيرا للتكوين المهني والتشغيل ووزيرا مستشارا لرئيس الدولة و سفيرا لتونس في فرنسا. ولما لما كان وزيرا عند بن علي، لم يثنه ذلك على قول الحق و الإصداع برأيه الذي يراه في نظام اكتسب فيه احترام الجميع.
بقلم فوزي عبد الرحمان *
لم أكن أعرف الرجل و لكن كنت أسمع عنه من أصدقائه ثم وجدت آثاره في وزارة التكوين المهني و التشغيل.
هو أولا رجل بأتم ما في الكلمة من معنى و لما كان وزيرا عند بن علي، لم يثنه ذلك على قول الحق و الإصداع برأيه الذي يراه في نظام اكتسب فيه احترام الجميع.
كان رحمه الله يتمتع بقدرة عجيبة على القيادة و التسيير و وجدت إطارات الوزارة تكن له كل الإحترام و التقدير.
أخذت رقم هاتفه و خاطبته قائلا أني أريد مقابلته للحديث معه في السياسات العمومية و كذلك للحديث عن الاستراتيجية الوطنية للتشغيل و التي قادها المرحوم و هي لا تزال شاهدة على نزاهته الفكرية و العلمية. رفض المرحوم القدوم للوزارة و تقابلنا خارجها و كان لنا عدة لقاءات عرفت فيها الرجل و خبرت ثقافته و حصافة فكره و وطنيته و كذلك زهده في المناصب و التشريفات. و كان لي شرف زيارته في المستشفى العسكري مبلغا إياه تقدير كل إطارات الوزارة.
لقد تصور المرحوم منصر الرويسي هندسة للمؤسسات الوزارة حول أربع هياكل متكاملة و إني أجزم أنه بالرغم من العبث الذي عرفته هذه الوزارة في مراحل عديدة فإنها بقيت قائمة لأن هندسة المؤسسات كانت صائبة و هذا يحسب للمرحوم كاملا و لأنه كون جيلا من الإطارات التي عملت حسب ذلك المنهج و ما زالت.
يكفيني فخرا أنني اعتبرت أن عملي القصير في وزارة التكوين المهني و التشغيل كان تواصلا لعمل السيد منصر الرويسي معلمي و وزيري. و عبرت على ذلك في الإعلام و أمام إطارات الوزارة.
أخيرا و ليس آخرا، اكتشفت اليوم فقط أن السيد زياد الرويسي و هو الذي عينته على رأس مركز التكوين المستمر و الترقية المهنية في أواخر 2017 هو من عائلة المرحوم. و لم يذكر لي أي منهما و لو كلمة واحدة عن هذه القرابة. كنت أتمنى معرفة ذلك قبل وفاته لإبلاغه أنه ترك فينا من يذكرنا بخصاله و كفائته و نزاهته و حبه لعمله و حبه لتونس.
رحمك الله سيدي الوزير و صديقي منصر الرويسي.
البركة فيكم زياد و كل العائلة … و إنكم و الله لكم ما تفتخرون به من أسوة حسنة و صيت لا ينكره إلا من جحد هذا الوطن و رجالاته.
* وير سابق للتكوين المهني و التشغيل.
شارك رأيك