منذ ثبوت إصابته بفيروس كورونا يوم الجمعة 8 جانفي 2021، خضع محسن مرزوق رئيس حركة مشروع تونس للحظر الصحي، وفق ما أعلن عنه في تدوينة نشرها من الغد السبت 9 جانفي، قال فيها أنه أعد كتبا كان يريد وقتا لمطالعتها و أن سعادته تامة. و انه يعتذر اذا لم يرد على الاتصالات فذلك تنفيذا لرغبة الطبيب بالراحة العامة.
اليوم الإربعاء 13 جانفي 2021، ينشر محسن مرزوق النص التالي أين يروي فيه حكايته مع هذا الشيء الخبيث الذي يسكن جسده، وفق قوله:
“بعد أيام من دخول هذا الشيء الخبيث إلى جسدي، أحسّ وكأنني أحارب كائنا واعيا، يناور، يتراجع ثم يهاجم من جديد، يختبئ لوهلة ثم يظهر مرة أخرى. كأنني أواجه ذكاء ما. هل يجب أن أعيد قراءة كتاب فن الحرب لسون سي؟
أوشك أن أتخيله في صورته الميكروسكوبية كما كنّا أطفالا نتخيل الغيلان. قدمي ماعز وذيل مدبب وقرون وأسنان حادة وعيون حمراء دموية.
أوشك أن أتتبعّه وهو يتنقل بين عروقي كما يتنقّل سكّير مترنح في شوارع مدينة آخر الليل، يفتح باب خلية من خلاياي ليدخل أخرى تاركا فوضاه وراءه.
أوشك أن أراه وهو يجمع حطبا يشعلها ليرفع حرارتي، ويقطع خيوط التلغراف التي تتحكم في حاستي ذوقي وشمي، ثم يفرّ مع قدوم عساكر الدواء كما يفعل المخرّبون الجبناء. أوشك أن أغرز في رأسه الدبّوس الحادّ الذي أعدّه له منذ أيام، لأسحبه مثل دودة قبيحة من أحد شراييني ثم أصلبه على أحد الجدران في الحديقة.
سيجفّ تحت الشمس مثل حشرة حقيرة…ولكنني لن أرفع أية راية انتصار فإخوة ذلك المجرم الحقير مازالوا يستبيحون الاجساد ويحفرون القبور ويحررون أنهار الدموع والاحزان.
هل هكذا بلغنا قمة الحضارة؟ وتفوق الانسان الحديث بعلمه وأدواته؟ ألم نعد إلى نقطة البدء من جديد؟”.
شارك رأيك