سلط عادل اللطيفي استاذ علم الاجتماع بجامعات باريس اليوم الخميس 14 جانفي 2021 الضوء على وضعية تونس بعد 9 سنوات من صعود الاسلاميين للحكم في تونس.
و في ما يلي التحليل الذي قام بنشره على حسابه الخاص بالفايسبوك:
“تسع سنوات من خيانة الدولة والثورة:
* هي ثورة بمقاييس العلوم الاجتماعية. اقول هذا لمن يستحضر المعرفة فقط لمواجهة الاسلاميين ويغييبها حين يتعلق الأمر بفهم ذاته ومواجهة تناقضاته. نفس الجهل بدرجات متفاوتة.
* في العلوم الاجتماعية، الثورات هي حالة قطع مع السلطة لا أكثر ولا علاقة لها بما يحصل لاحقا. كل بلد ينتج وضعا حسب موارد المجتمع وحسب طبيعة الدولة.
* الثورة هي لحظة (14/17) لا تأتي باي شيء، هي فقط تكشف العورات والأمراض وما نشهده من رداءة وجهل وارهاب منذ عشر سنوات كان متغلغلا فينا قبلها…
* الثورة لم تأت بثقافات ماقبل الدولة بما فيها الاسلام السياسي الذي بدأ التطبيع معه منذ 2007 مع صخر الماطري وبن علي.
* الهروب من الذات اليوم باسم الوطنية وفكر المؤامرة من الآخر يذكرنا بالهروب من نقد الذات خلال القرن التاسع عشر من طرف المحافظة الإسلامية…كلاهما ولّاد للمحافظة وللتقوقع والانغلاق.
* ضرب الثورة هو خدمة مجانية للإخوان ولثورجوت الوقت الضائع من الصعاليك….نكران الثورة فيه إطالة لعمر الحركات الإخوانية المتطفلة على الثورة.
* انتقال السلطة والتحضير للانتقال الديمقراطي تم في إطار ثقافة الدولة الوطنية التي احتضنت الثورة وحمت تونس من انتشار الفوضى المسلحة كما حصل في مجتمعات عربية أخرى.
* بدأ الانحراف منذ أكتوبر 2011 بتحالف عقلية الحكم والسيطرة على الدولة من طرف الاخوان وزاد من خراب الوضع تحالفهم مع المستفيدين من اقتصاد الريع الذي نشره نظام بن علي…ليس المشكل فقط في الاخوان.
* اليسار أضاع فرصة الدفاع عن الدولة لاعتقاده الخاطئ بأن الثورة ضد الدولة.
* العديد من مناضلي عهد بن علي مازالوا يرون الثورة بوهم نضالي…وهذا ما خلق لديهم نوع من المحافظة الثورية…فكل ثورة تصبح بطبيعتها محافظة إذا أصبحت الشرعية مستمدة منها…هؤلاء لم يخرجوا من النضال نحو التاريخ.
* حركة التاريخ فرضت نفسها اليوم، وكما تم التخلص من الاستبداد فسيتم أيضا التخلص من فكر ما قبل الدولة. فرغم عمق الازمة اليوم فتونس الاقرب عربيا من الاستئصال الديمقراطي للإسلام السياسي لانها من الدول القلائل التي واجهته شعبيا…”.
شارك رأيك