حول عدوى كورونا و البروتوكول الصحي و القرارات الحكومية الارتجالية التي أعلنت عنها مؤخرا وزارة الصحة بما فيها الحجر الشامل و حظر التجول و منع التجمعات و… و… لأربعة ايام هو في الحقيقة استبلاه للشعب، لان وراء هذه التمثيلية مغالطات و حسابات من بينها تفادي التظاهرات بمناسبة الذكرى ال10 للثورة…
وغير بعيد عن هذا الاستنتاج، كتب القاضي عمر منصور، الوالي و وزير العدل السابق، مساء اليوم الاثنين 18 جانفي ما يلي على صفحات التواصل الإجتماعي:
“عادت موجة كورونا الي بلادنا منذ شهر اكتوبر الماضي وعرفت مدا تصاعديا خطيرا حتي وصل في الاسابيع الأخيرة الي مستويات مفزعة ، مد قابلته من جهة الدولة قرارات ضحلة ضعيفة وغريبة أحيانا ، كفرض الحجر الصحي ليلا بعد عودة كل المواطنين بطبيعتهم إلي ديارهم ، وتقديم موعد الحجر الي الساعة السابعة مساءا يومي السبت والأحد وكأن كورونا تأتي باكرا في الويكاند ، وكذلك قرار غلق المقاهي وكل المرافق بعد الساعة الرابعة ونسينا أن كورونا عاثت فينا فسادا قبل تلك الساعة من خلال تكدس التونسيين علي بعضهم في كل الفضاءات.
ويوم الثلاثاء الماضي طالعنا وزير الصحة بقرار الحجر الصحي الشامل لمدة اربعة أيام ، و ذلك يستوجب الملاحظات التالية :
– أن الأربعة أيام المذكورة تشتمل بطبيعتها علي ثلاثة ايام عطلة وهي يوم 14 جانفي ويومي السبت والاحد ، والتونسيون متباعدون بمقتضي ذلك ، وربما كان من الأجدر ان يكون الحجر الصحي الشامل طيلة ايام العمل ( ولو أنه لا موجب لذلك لو وقع الزام الجميع بحمل الكمامة منذ البداية ) .
– أن أربعة أيام من الحجر لا تفي بالحاجة لصد العدوي وذلك بشهادة عديد الاطباء المختصين ، خصوصا وأن الفوضي والالتحام بين المواطنين عاد اليوم الي سالف عهده .
– أنه كان علي الدولة أن تعلن الحجر الشامل في بداية انتشار العدوي وليس بعد ان …وحل الفاس في الرأس.
ويبدو من خلال كل ذلك أنه تبين لأغلب التونسيين أن قرار الحجر الشامل لم يكن يهدف إلي الحفاظ علي سلامتهم بقدر ما انه كان يهدف إلي تجنب التظاهرات والتجمعات يوم عيد الثورة وما تردد حوله كالعادة من شائعات ……قرار شعر من خلاله عديد التونسيين بنوع من الاستبلاه والاستغفال ، الأمر الذي لا يتماشي مع عقلية ونفسية التونسيين الذين يفضلون المكاشفة والمصداقية …..والاستبلاه لا ينتج طبعا إلا العناد والاستنطاح .والا فبماذا نفسر أن العصيان الذي شاهدناه في الايام الاخيرة لم يحدث في الثلاثة اشهر الاخيرة وكان التونسيون خلالها تحت وطاة الحجر الصحي الليلي .
وللحديث في الموضوع بقية
عمر منصور”
شارك رأيك