تعيش تونس هذه الأيّام تحويرا وزاريّا شمل إحدى عشرة حقيبة دون تشريك المرأة، وبالتّالي تكون هذه التّشكيلة الوزاريّة الخامسة من نوعها التي تستعدّ لحكم البلاد في أقلّ من 15 شهرا، بما يؤكّد هشاشة المنظومة السياسيّة الحاليّة وعدم قدرتها على تحقيق الاستقرار الضّرورّي لتنفيذ سياسات ذات رؤى وأهداف.
ويأتي هذا التّحوير، وبلادنا تعيش أزمة اقتصاديّة غير مسبوقة ووضعا اجتماعيا متردّ، واحتجاجات تصاعدت وتيرتها في الآونة الأخيرة وانتشرت في كامل أنحاء البلاد بما قد ينبئ بانفجار اجتماعيّ وشيك.
وبناء عليه، فإنّ ائتلاف صمود:
1/ يعتبر أنّ الأحزاب الحاكمة قد هندست هذا التّحوير، الذي يضمّ أسماء أغلبها منتمية له أو قريبة منه. وبالتّالي تعتبر هذه الحكومة سياسيّة، ويلزم أداؤها، كلّ من حزب قلب تونس وحركة النّهضة الّتي تعمّدت أن تحكم من وراء السّتار، بهدف عدم تحمّل مسؤوليّة سياساتها الفاشلة على مدى عشر سنوات، سياسات ضربت مقوّمات السّيادة الوطنيّة وفكّكت مؤسّسات الدّولة ودمّرت الاقتصاد الوطني.
2/ يؤكّد أنّ التحرّكات الاحتجاجيّة التي اندلعت منذ أيّام في مختلف أنحاء الجمهوريّة، والتي يقودها في غالب الأحيان، عدد من الشّباب، وبقطع النّظر عمّن يقف خلفها أو يحاول استثمارها، فهي نتاج موضوعيّ لجيل عاش تقهقر دور الدّولة، وانهيار منظومات التّعليم والصحّة وتعطّل المصعد الاجتماعي، وتصحير ثقافيّ يدفعهم في بعض الأحيان، إلى الإحساس بالاغتراب وبعدم الانتماء، علاوة عن انسداد الأفق وفقدان الثّقة في المستقبل.
3/ يدعو القوى الديمقراطيّة والمدنيّة، إلى مساندة التحرّكات السلميّة والعمل على عقلنتها وتأطيرها، والمساهمة في الضّغط على السّلطة التنفيذيّة إلى غاية تحقيق الحلول العاجلة للطّبقات الاجتماعيّة الهشّة، التي تعيش أوضاعا كارثيّة، وتجنيب البلاد انفجارا اجتماعيّا عشوائيّا بات يهدّد كيان الدّولة والمسار الدّيمقراطي.
4/ يندّد بسلسلة الإيقافات العشوائيّة التي طالت عدد من المدوّنين والنّاشطين في المجتمع المدني والسّياسي، وبالتّعاطي الأمني العنيف مع المتظاهرين وحتّى مع المواطنين الذين لم يشاركوا في الاحتجاجات.
5/ يذكّر أنّه نبّه عديد المرّات، أنّ البلاد في حاجة ملحّة إلى إصلاحات عميقة ومستعجلة وأنّ الطّبقة الحاكمة عاجزة اليوم، عن الدّخول في أيّ عمليّة إصلاح، ويبقى المؤتمر الوطني الشّعبي للإنقاذ الذي انطلقنا في إعداده مع شركائنا من المنظّمات الوطنيّة ومكوّنات المجتمع المدني والقوى السياسيّة الديمقراطيّة والمدنيّة، هو من بين الآليات التي يمكنها طرح تصوّر جديّ للإصلاحات الملحّة والمعالجات التي يحتاجها الوطن.
عن ائتلاف صمود
المنسّق العامّ حسام الحامّي
Lien vers notre page : https://www.facebook.com/1832912280290692/posts/2782284765353434/
شارك رأيك