رئيس الحكومة قطع الاتصال مع نواب البرلمان و في رد فعله على الاحتجاجات الجماهيرية و ما أثارته من حيرة لدى التونسيين ااكتفى بخطاب دُبر بليل و الواقع أن فاقد الشيء لا يعطيه و لتونس رب يحميها و رجل يقف لها… لا الرئيس و لا رئيس مجلس النواب و لا رئيس الحكومة مر بالقرب من التونسيين فهم على كثرتهم يعلمون أن رصيدهم السياسي لدى التونسيين قريب من الصفر… في انتظار قودو…
بقلم توفيق زعفوري
منذ أيام و مع بداية الحراك المجتمعي و اشتداد وتيرته في عدة مدن انتظر التونسيون خروج المسؤول الأول أو الثاني من أجل مخاطبة المحتجين و التحاور معهم خاصة مع ارتفاع أعداد الموقوفين و اتساع جغرافية الغضب بين المدن…
انتظرنا أن يخرج الرئيس قيس سعيد بخطاب من قبة البرلمان عن حقيقة الأوضاع و كيفية تهدئتها من أجل ضمان السلم الإجتماعي و عدم الإنجرار إلى العنف، خاصة مع اندساس مجموعات إرهابية في الحراك السلمي، ما أدى إلى تشويهه و الخروج به عن مضامينه، و نتج عن هذا الإنفصال ما تجرّع به وزير الدفاع إبراهيم البرتاجي في البرلمان من خطاب يستبطن فيه التفرقة بين المواطنين و يستنهض النعرات القبلية و الجهوية و خاصة قصور النظر لديه، إذ عزى هذه الإحتجاجات إلى بطالة عمال السياحة من الوافدين عن مدن الساحل الهادئ المطمئن!!
وزير يتحدث عن أبناء شعبه بطريقة قروسطية متخلفة
هذا الخطاب كان بالإمكان تفاديه و عدم الرجوع فيه و السقوط في الاعتذار عليه، و هي حالة انفصال ثقافية عميقة تخلّف مزيد تعميق الأخاديد و يصعب بعدها رأب الصدع بين أبناء البلد الواحد، و نتيجة لذلك كان المخيال الشعبي مع إسقاط وزير يتحدث عن أبناء شعبه بطريقة قروسطية متخلفة…
الانفصال البيّن، هو ما أتاه رئيس الحكومة هشام مشيشي من قدرة على الالتصاق بورقة الخطاب الباهت الجاف و كأنه مكلف بسرده على رؤوس الملأ و انتهى الموضوع، في حين انتظارات التونسيين كانت بعيدة عن تصورات السيد رئيس الحكومة فكان أكثر انفصال غير ذي اتصال و هو لا يختلف عن باقي التكتوقراط الذين يكتفون بالتوصيف و اتباع الإجراءات الجاري بها العمل…
رئيس الحكومة يغرد خارج السرب
انتظر التونسيون حلولا و تصورات و برامج، و لكن كغيره كان يغرد خارج السرب، و كان لخطاب السيد عبد الكريم الهاروني عضو شورى النهضة و قد انظم إلى جوقة تكبير النفوس و ضخ الاحتقان حين دعا أبناء النهضة إلى الخروج إلى الشوارع و معاضدة مجهودات الأمنيين من أجل التصدي للمخربين، خطاب تجاوز فيه صلاحيات الأمن و الأمنيين، و لسنا ندري تحت إمرة من ستكون هذه الجحافل إن هي خرجت للشوارع، تحت إمرة الداخلية أم تحت إمرة المرشد الأعلى، تكلم كما يتكلم حسن نصر الله لأنصاره في لبنان، خطاب يزيد في التفرقة كغيره و يعمق الإنفصال لا الإتصال.
خطاب رئيس الحكومة كان أشبه بخطاب الرئيس بن على يوم الثالث عشر من جانفي قبل عشر سنوات، خطاب لم يستبطن فيه رئيس الحكومة عشرية من الصبر و الأمل في التغيير، فكان بعيدا جدا عن الجماهير و انتظاراتها، تكلم كما يتكلم إثنان في زاوية مقهى، و انظم بذلك إلى قائمة العاجزين عن الاستشراف، الفاشلين منعدمي الرؤية و الفعل…
رئيس الحكومة قطع الاتصال مع نواب البرلمان و ااكتفى بخطاب دُبر بليل و الواقع أن فاقد الشيء لا يعطيه و لتونس رب يحميها و رجل يقف لها… لا الرئيس و لا رئيس مجلس النواب و لا رئيس الحكومة مر بالقرب من التونسيين فهم على كثرتهم يعلمون أن رصيدهم السياسي لدى التونسيين قريب من الصفر… في انتظار قودو…
شارك رأيك