في رثاء للفقيدة محرزية العبيدي النائب عن حركة النهضة التي وافاها الأجل فجر الجمعة 22 جانفي الجاري بفرنسا بعد صراع طويل مع المرض دام لقرابة 40 يوما، ودعها اليوم الأحد القيادي المستقيل من النهضة الشيخ عبد الفتاح مورو رئيس البرلمان المؤقت السابق، الى مثواها الأخير وسط جموع غفيرة (الواحد بجانب الواحد و أغلبيتهم يرتدون الكمامة تفاديا لعدوى الكورونا) بكلمات جدا مؤثرة ليرفعها الى مقام الصالحات و جاء فيها ما يلي:
“يا آسيا يا مريم يا خديجة يا فاطمة السلام عليكن أهنئكن بما حزتن و لكن أجر ما قدمتن .. اسمحن لي أن أشعركن بوافدة جديدة هاته التي تتركنا الليلة لتهدأ معكن و لتنعم بعيشكن ..
هذه تأتيكن الليلة رغم قصر المدة التي قضتها معنا .. سرقت منا غفلة ما كنا نرغب في فراقها و ما كنا متوقعين أن نودعها .. كانت تضحك في وجوهنا تشعرنا من خلال هدوئها بثورتها .. لم أسمع منها يوما ذلت أحدا حاضرا أم غائبا .. فاطمأننت لها و ما توقعت أن تسبقني اليكن ..
يا محرزية علاش تضحك في وجهي .. طمنتني يا محرزية لشكون خليتني يا محرزية .. خليت أولادك خليت بناتك خليت أحبائك خليت بلادك موقعك هوني مازال عندك ما تعمل .. تونس تحتاجك و تحتاج أمثالك .. تونس تحتاج الصامدين المؤمنين بالمبادئ المحبين للخير المتفانين في خدمة الغير ..تونس اليوم تشتاقك .. وصلت في وقت مالأوقات نقول علاش غدرت بيا يا محرزية .. لكن هذا حديث نفسي .. حديث إيماني يقول بأنك استوفيت المهمة و حديث إماني يقلي بأن قيمتك اليوم بأن يخلفك في تونس العديدون الكثيرون من النساء و الرجال .. و تونس الي جابتك تجيب غيرك يا محرزية .. تونس اليوم تحتاج الحوار تحتاج الرحمة تحتاج الأخوة تحتاج إلى إفناء الذات في سبيل الغير في خدمة المواطنين ..
كنت في الأيام الأخيرة و أنا في عزلتي أنت الوحيدة الي تجمع بيني و بين العالم و كنت ترفعلي تحيات الكثيرين من الذين يعملون من أجل الحوار و الذين يناضلون من أجل السلام ..
يا محرزية بنتي ما كنتش نتصور باش ناقف و نأبنك قد بوك و كنت نقلك دائما و أبدا ما تنسانيش في دعواتك لكن قضاء الله و قدره هو الذي يمضي بيننا و لسنا إلا منفذين ..
يا رب أنت تعلم الحرقة التي في النفوس ، يا رب أنت تعلم الحس في داخل قلوبنا .. تشوينا تحرقنا تعبنا تعذبنا لكن خذيتها لأنك أنت مولاها و لله ما أعطى و لله ما أخذ ..
ماناش منازعين قضاءك راضين بحكمك راضين بما قدمت .. هي أمانة عندك و أنت كريم رحيم .. هانا وصلناهالك راضين بقضاءك راضين بقدرك ما تخيبناش ..
نحبوها مع العليين و الصديقين و المؤمنين و كل من يناضل من أجل الانسان و يعملون من أجل الإنسان ..
رحمك الله يا جميلة ، إلى جنات الخلد بإذن الله العزيز الكريم”.
شارك رأيك