نشرت رابطة قدماء الطلبة الدستوريين اليوم الاثنين 25 جانفي 2021 نبذة عن حياة الفقيد الهادي نويرة بمناسبة الذكرى ال28 لوفاته.
“كان من الطلبة التونسيين الأوائل الذين عبّروا دون تردّد عن مساندتهم للحزب الدستوري الجديد منذ انبعاثه في أثناء مؤتمر قصر هلال في مارس 1934. وسرعان ما أصبح من دُعاة هذا الحزب المرموقين، لا سيما إثر الحملة القمعية التي شنّها المقيم العام بيروطون (1933 – 1936) على قادة الحزب الدستوري الجديد ومناضليه
منذ اعتقال أعضاء الديوان السياسي يوم 3 سبتمبر 1934. بادر المناضل الهادي نويرة بالاشتراك مع نخبة من رفقائه الدستوريين إلى إنشاء “لجنة الدفاع عن الحريات بتونس” التي تحمّل مسؤولية كتابتها العامة،
حضر الهادي نويرة المؤتمر الثاني الذي عقده الحزب في مقرّه بالعاصمة الكائن بنهج التريبونال، من 29 أكتوبر إلى 2 نوفمبر 1937، وكان يمثل الشقّ الراديكالي في الحزب، صحبة بعض رفقائه من الشبّان الدستوريين، أمثال سليمان بن سليمان وعلي البلهوان والمنجي سليم والباهي الأدغم. وانتخب في نهاية المؤتمر عضوا في المجلس الملّي.
إثر أحداث أفريل 1938. زجّ به في السجن المدني بتونس ثمّ نقل في جوان 1939 إلى جهة مرسيليا بجنوب فرنسا، حيث اعتُقل صحبة قادة الحزب الدستوري الجديد الستّة: الحبيب بورقيبة وصالح بن يوسف وسليمان بن سليمان والمنجي سليم وعلي البلهوان ومحمود بورقيبة إلى أن أفرجت عنهم السلطة الألمانية يوم 8 نوفمبر 1942
وفي سنة 1949 عُيّن الهادي نويرة عضوا في اللجنة التي بعثها الحزب “لضبط أسس الدستور التونسي ومبادئه والتمثيل الشعبي” التي تأسست يوم 12 ماي 1951، برئاسة الزعيم النقابي فرحات حشاد. وإثر فشل المفاوضات التونسية الفرنسية حول الاستقلال الداخلي (مذكّرة 15 ديسمبر 1951) واندلاع المعركة الحاسمة في 18 جانفي 1952، واصل الهادي نويرة نشاطه الوطني في صلب الديوان السياسي السرّي المشرف على حركة المقاومة، وقد كان يضمّ المناضلين الصادق المقدّم وفرحات حشّاد وجلّولي فارس والطيّب المهيري والنوري البودالي والفرجاني بن الحاج عمّار وإبراهيم عبد الله وأحمد المستيري والمختار عطية…
في عهد الاستقلال، قام الهادي نويرة بدور متميّز في تونسة المالية، وفي وضع سياسة نقديّة تتماشى وحاجات البلاد، كما مهّد لانشاء البنك المركزي التونسي الذي بُعث في نوفمبر 1958، تاريخ تعيينه محافظا لهذه المؤسسة النقدية الوطنية. واستمرّ في الاضطلاع بهذه المهمّة إلى أنّ عُيّن وزيرا أوّل في 2 نوفمبر 1970. وقد عمل طيلة تحمّله لهذه المسؤولية الجسيمة (نوفمبر 1970 – فيفري 1980) على انتهاج سياسة اقتصادية وإنمائية تفسح المجال للمبادرة الحرّة واقتصاد السوق ويمكن القول إنه باني الاقتصاد التونسي المعاصر. وتوفّى الهادي نويرة يوم 25 جانفي 1993، ودُفن في مقبرة المنستير”.
شارك رأيك