في مقال أصدره على صفحته الفايسبوك يوم 23 جانفي 2021 تحت عنوان “لعبة الاطفال Tunisair… بين أصابع البنية ألفة الحامدي: فنون الخديعة والاحتيال” يكشف المدون معز الحاج منصور من شبكة المدونين الاحرار ومرصد الشفافية والحوكمة كيف تلاعيت متحيلة عمرها 32 عاما بالدولة التونسية. العملية تعطي صورة مؤلمة و مخجلة عن مدى سقوط كبار مسؤولي الدولة التونسية. نعيد نشر المقال أسفله كشفا للحقائق و تعميما للفائدة.
نكتب هذا دفاعا عن وطن يتلاعب به المحتالون… كيف نفهم ان امراة متعلمة عمرها 32 عاما بلا خبرة إدارية، يمكنها أن تسير مؤسسة مفلسة تضم 8000 عاملا؟ هل يمكن لطالب جامعي تخرج حديثا عام 2016… أن يراكم تجربة في المشاريع العالمية خلال 4 سنوات؟ كيف نفسر أن شركة الفة الحامدي، شركة ناجحة ومشهورة عالميا (حسب قولها) تحقق حجم معاملات زهيد قدره 60 ألف دولار سنويا، أي ما يعدل 180 الف دينار تونسي لا يغطي أجور استشاري مبتدئ في الولايات المتحدة؟ إذا كانت ألفة الحامدي تنفق من مالها على شركة الخطوط الجوية التونسية، فبم نفسر حصولها على إعانة اجتماعية من الدولة الأمريكية قدره 1200 دولار أي ما يعادل 3600 دينار تونسي، خلال جائحة جائحة كورونا؟ وبم نعلل أن مقر شركتها مساحته 20 متر مربع تتقاسمه مع شركة أخرى ولا تشغل الا شخصين؟
أكبر عملية تحيل على كبار المسؤولين في الدولة التونسية
هذه الأسئلة تؤكد أن الفة الحامدي قد استطاعت أن تنجز اكبر عملية تحيل على كبار المسؤولين في الدولة التونسية، وأن تقنعهم بجدارتها وكفاءتها في شغل منصب هام وخطير يتعلق بالناقلة الجوية… وهي شركة عمومية تتعلق بالسيادة الوطنية أولا، وبالمصالح الحيوية للاقتصاد الوطني والدولة عموما…
كشفت اعمال التقصي للموقع الالكتروني لصحيفة “الثورة نيوز” معطيات خطيرة، في خصوص السّيرة الذاتية CV المعتمدة من طرف الحكومة في تعيين ألفة الحامدي… ففي تاريخ 4 جانفي 2021 تم تعيين هذه الشابة وعمرها 32 عاما على رأس أكبر المؤسسات العمومية Groupe Tunisair وهي مؤسسة عمومية تشغل قرابة 8000 عونا… وتعاني مصاعب مالية خطيرة وديونا ثقيلة هي حصيلة تراكمات عقود من الفساد الاداري والمالي…
حسب ما افادت به ألفة الحامدي فإنها ولدت سنة 1988 وقد تحصلت على الباكالوريا عام 2008… ثم تابعت دراستها بمدينة ليل الفرنسية من سنة 2009 الى سنة 2013… وفي نفس الوقت زعمت انها تابعت دراستها بتكساس في الهندسة من سنة 2011 الى سنة 2013… وكذلك دراستها بتكساس في القانون من سنة 2012 الى سنة 2013…. وهو ما يعني أنها درست خلال الفترة 2012 – 2013 بين أمريكا (تكساس) وفرنسا (ليل) في ثلاث اختصاصات وهذا لا يكون ممكنا إلا عن طريق التعليم الافتراضي أي بالمراسلة… والمثير للغرابة أن إسمها غير موجود ضمن المتخرجين في جامعة ليل ولا في جامعة تكساس… واذا افترضنا انها قد تحصلت على شهادة مهندس سنة 2013 وشهادة ماجيستير سنة 2014 فانه يستحيل أن تحصل على شهادة علمية دولية في اختصاص الحقوق في سنة واحدة عام 2015… وقد اتضح لاحقا أن الفة الحامدي قد عمدت الى فسخ سيرتها على موسوعة وكيبيديا Wikipédia وافتتحت لها صفحة جديدة بمعلومات مقتضبة جدا…
وقد انتبهنا إلى أن ألفة الحامدي لم يسبق لها العمل في أي شركة كبرى أو في أي مشروع عالمي… المعلومة الصحيحة الوحيدة المتوفرة هي أنها قد عملت منذ سنة 2017 بشركة Concorde Project Technologies وهذه الشركة أسّستها ألفة الحامدي ومقرّها بسان فرانسيسكو بالولايات المتحدة الأمريكية، ولها موظفان إثنان فقط من بينهما المسماة ألفة الحامدي (الحامدي هي المؤسسة وهي المديرة وهي السكرتيرة وهي العاملة)… واتضح أنها تستأجر مقرا للشركة المذكورة (TPE مؤسّسة صغيرة جدا) مساحته 20 متر مربع… وذلك بالمشاركة coworking space مع شركات فقاقيع أخرى… يقع في العنوان التالي 268 Bush St, San Francisco, CA 94104, USA… وأما عن رقم المعاملات السنوية للشركة الناجحة المذكورة لسنة 2020 فقد بلغ 57798 دولارا أمريكيا USD فقط اي ما يعادل 180 الف دينار تونسي… وهو رقم معاملات مخجل في مجال الاعمال… يعادل رأس مال محل لبيع المواد الغذائية أو الأدباش أو الملابس في تونس، ليس أكثر…
مزاعم كاذبة لا تنطلي على صاحب عقل راجح
وحيث زعمت الفة الحامدي ان شركتها تنشط في المشاريع الكبرى، وأنها أنجزت مشاريع ضخمة وأسدت خدمات وقدّمت حلولا لكبريات الشركات العالمية (دون أن تذكر اسم شركة واحدة) مثلما ادعت أنها إخترعت برنامجا في التصرّف في المشاريع الكبرى لربح الوقت والمال un procédé de gestion باعته لكبريات الشركات الأمريكية مما وفر ربحا قياسيا للاقتصاد الأمريكي وساهم في تحقيق نسبة نموّ ب 20%… مثل هذه المزاعم لا تنطلي على صاحب عقل راجح… لأنه لا وجود لبراءة اختراع certificat de dépôt…
ومن ناحية أخرى لم تذكر الدعيّة بالتدقيق الشركات التي تعاملت معها… وبالولوج الى بوّابة federal pay. org. نكتشف ان شركة Concorde Project Technologies تحصّلت خلال سنة 2020 على قرض صغير microcrédit لحماية موظف وحيد من تداعيات جائحة الكورونا… كما تقدمت في نفس السنة بمطلب للحصول على منحة بمبلغ 1200 دولار أمريكي USD من السلطات الامريكية بعنوان الضّرر من البطالة أثناء فترة الحجر الصحي كوفيد – 19… والسؤال المطروح : كيف لمديرة شركة صغيرة جدّا غير قادرة على حماية عون وحيد أن تحافظ على 8000 عون؟
لا يمكن للعميان ان يغوصوا في عميق الظواهر… ولا يمكن للقطيع من العوام والسوقة والرعاع ان يعملوا عقولهم في تفسير الأسباب والمسببات الاجتماعية والاقتصادية… المدهش أن ألفة الحامدي قد تفوقت فعلا على 3000 دكتور جامعي معطلين عن العمل… قد يكون بعضهم أكفأ وأقدر منها علميا ومعرفيا، لكنها استطاعت بفضل الحيلة والدهاء والقدرة على التمثيل والمشافهة أن تفتك لها منصبا رفيعا… موظفة شطحات الفيس بوك والظهور الإعلامي ودق طبول الزيف…
نقول هذا القول.. ونحن نعجب من حمق كبار المسؤولين في الدولة… وغبائهم وتقصيرهم… ونعجب من فجيعة وفزيعة قيادات اتحاد الشغل، وقد أربكتهم امراة تصرخ لجاجا فوق كرسي… كم سيعاني هذا الوطن من المكدين والمحتالين والنوكى والمتنكرين والغوغاء…
شارك رأيك