نشر محمد عبو الوزير السابق صباح اليوم الثلاثاء 26 جانفي 2021 قبل قليل من انطلاق جلسة التصويت على منح وزراء هشام مشيشي المقترحين و من بينهم من تتعلق به شبهات في تضارب مصالح و فساد، تدوينة على صفحته الرسمية بالفايسبوك قال فيها ما يلي:
“نصيحة إلى السيد هشام المشيشي قبل فوات الأوان ستكون في مواجهة عدد كبير من العاطلين والمهمشين والشاعرين بالقهر، تضاف إليهم نخب تكونت لديها قناعة راسخة بأنك على رأس حكومة تحملها أحزاب فاسدة وانتهازية بعضها أفسد من بن علي، تحول دون خروج بلادنا من الأزمة.
جزء من التونسيين يشعرون بأن من الإهانة لكرامتهم الوطنية أن تبقى عصابات سياسية إجرامية تؤثر بكل وقاحة في مصير البلاد بعد عشر سنوات من الثورة ، في غياب قضاء قادر على محاسبتها وردعها.
أنت تعلم جيدا عمق الأزمة المالية والاقتصادية والاجتماعية، وصعوبة القيام بأي إصلاح يذكر في ظل تأثيراتهم وخلقهم لمناخ لن يجلب استثمارات ولن يخلق ثروة ولن يسمح بإصلاحات، بقدر ما يخلق صورة قبيحة جدا عن بلادنا في الداخل والخارج.
لا تعول كثيرا على الأمنيين لحماية منظومة الفساد، هم يقومون بدورهم في حفظ النظام بطريقة أو بأخرى، وسيحمون الأشخاص والممتلكات، ولكنك تعلم أن حكم العصابات نزع الشرعية عنك وعن هذه العصابة السياسية، وأغلب الأمنيين سيمتنعون في وقت ما عن حماية منظومة الفساد الخارجة عن الشرعية ومواجهة أبناء وطنهم من أجل عيون الفاسدين أعداء الوطن في الداخل.
أمامك فرصة تاريخية لدعوة وزير العدل ومجلس القضاء العدلي، لطلب تسريع محاسبة الفاسدين من الساسة، والداخلية التي تريد أن تختزلها في القمع، تعلم عنهم الكثير كما تعلم عن بعض القضاة المتواطئين الكثير.
لا تضيع هذه الفرصة على تونس وحتى على نفسك، لا تبال بضغوطهم أو تهديداتهم، ولا تخشاهم ولا تهتم لأمر غير مصلحة تونس.
إن لم تستطع، فاستقل وعد إلى منزلك ومهنتك كموظف دولة محترم، ولا تورط نفسك ولا أعوان الدولة في معركة أنت فيها اليوم، سواء كنت تدري أم لا تدري رمز لمنظومة فاسدة تحول دون تطور بلادنا، وتتسبب في تخلفها، ورمز لخرق الدستور بجعل دولتنا راعية للفساد بشكل ممنهج.
لم ينجح بن علي وهو امتداد لنظام قمعي امتد لقرون، وحتما لن تنجح أنت في قمع ينهي الاحتجاجات إلى الأبد.
لا تدخل معركة غير عادلة، غالبا ستنتهي بجعلك مطاردا. منصبك الحالي لا يستحق مغامرة بالوطن ولا بنفسك.
اللهم إني قد نصحت. محمد عبو”
شارك رأيك