في خطاباته الشفوية كثير من الغرور الزائد، وفيها خلط مكشوف بين انتمائه للحزب… وبين انتمائه لأسرة رئيس الحزب… خطابات تبتعد مسافات عما يدعيه الرجل من تفقه في التحاليل الاستراتيجية الدولية… والتي تتطلب شرطا علميا أساسيا وهو الموضوعية والحياد في دراسة الظواهر الاجتماعية والسياسية… لكن السبد رفيق عبد السلام كان دائما ذاتيا في مواقفه، مندفعا الى الحكم بالهوى، ميالا إلى التعصب في الموقف، وجميعها تقدح في التحاليل والنتائج التي يتبجح بها رفيق وبعض من قطيعه…
بقلم المعز الحاج منصور *
قد نسأل: من أين يكتسب رفيق شرعيته الحزبية ونفوذه داخل حركة النهضة؟ هل يكتسبها من الكفاءة… وفي حركة النهضة كثير ممن هم أكفأ منه؟ هل يكتسبها من الشرعية النضالية السجنية… وفي حركة النهضة من تعذب وسجن لسنوات طويلة… في وقت تنعم فيه السيد رفيق بخيرات لندن؟
كنت أراقب دور صهر راشد الغنوشي داخل حزب حاكم… شارك في الحكم 10 سنوات… إنه دور خطير… فالرجل ساهم بقوة في إزاحة كل القيادات و الطاقات الوطنية لحركة النهضة… إزاحتها وإبعادها وحتى طردها… وخاض معارك داخلية من أجل السطو على الحزب وتحويله إلى مزرعة خاصة بالشيخ راشد وعائلته… وكان مدافعا شرسا على استمرار صهره الغنوشي زعيما أبديا للحركة، وكان هو من شجع صهره على افتكاك منصب رئيس لمجلس النواب… لقد كان مدافعا عن مصالحه هو… من خلال قاعدة المصاهرة…
شرعية المصاهرة والانتماء للعائلة الحاكمة
رفيق يكتسب سبقا يميزه عن سائر مناضلي حركة النهضة، إنها شرعية المصاهرة والانتماء للعائلة الحاكمة التي تحكم النهضة وتحكم أهم مربعات السلطة في تونس… إنه الصهر، زوج البنت، هو الذي يزكي الأشخاص للمناصب الرفيعة داخل الحركة أو في نسيج الحكم… لهذا وذاك، فإن رفيق عبد السلام يعتبر أحد أسباب الفشل السياسي و تراجع شعبية حركة النهضة… وأسباب وهنها وضعفها… من الداخل…
اليوم يندفع رفيق في إطلاق تصريحات متشنجة وغاضبة… تصريحات مستفزة في أرض المعركة السياسية… خاصة حين ذكر سكان الحي الشعبي التضامن بفقرهم الأبدي… ذكرهم بأنهم لم يعيشوا سابقا في رفاهية نزل من فئة 5 نجوم في عهد بن علي… وأنهم بائسون، فقراء من قبل… فلم الإحتجاج؟ وهو الذي اتهم الشباب المحتج بأنهم مخربون من صنائع حزب العمال الشيوعي أو اليسار المتطرف… كيف يفسر المختص في التحاليل الاستراتيجية الإحتجاجات الاجتماعية بأنها دسيسة سياسية وليست نتاجا طبيعيا للظلم الاجتماعي؟ لكنه نسي أن نسب الفقر قد تضاعفت مرات ومرات زمن حكم النهضة… وأن الفساد قد تضخم مرات ومرات… وأن البطالة فد استفحلت بالشباب… وأن الأزمة تعقدت اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا…
يدافع على اختيارات صهره في التحالف مع لوبيات المال
خطاب رفيق عبد السلام أصبح أحد أسباب تأجيج النار وصب الزيت في لهب مستعر… يبدو أن رفيق إنما يدافع بعصبية القرابة على اختيارات صهره في التحالف مع لوبيات المال من كبار الاثرياء… وفي التحالف مع الفاسدين… وانه انما يدافع عن نظام سياسي فاشل وفاسد ومارق… نظام يستمد شرعيته من رمز الفساد المالي نبيل القروي… نظام تصنع فيه ميزانية الدولة على مقاس كبار رجال الاعمال… في دولة فقدت استقلالها المالي والسياسي وأصبحت مرتعا لنفوذ السفارات الأجنبية…
قد يكون مهما أن تستمع النهضة وراشد الغنوشي إلى أصوات الفقراء والجياع والمعطلين قبل أن يحدث الزلزال الاجتماعي… أما رفيق عبد السلام فنسألك ما هو عملك؟ من أين تنفق على نفسك وعائلتك؟ من أين تدفع تذاكر السفر… وثمن الملابس الفاخرة… وبأي مال اشتريت السيارات الفارهات؟ أنت لا ترى ولا تسمع أنات الجياع… وأوجاع البطون الخاويات… وغبن الناس وقد افتقروا… يا هداك الله… ننصحك أن تخفي وجهك حتى لا تكون نسخة من حافظ قايد السبسي… وتذكر أنك متى رحل راشد الغنوشي بعد عمر طويل… فإنك ستعود حسيرا إلى جنسيتك البريطانية… وستفر اختياريا من تونس..
رفيق ننصحك ان تهذب خطابك السياسي وأن تنظر إلى المستقبل.. وأن تعقل منازع الأنانية الفردية الساكنة في شخصك… هذا رأينا في الرجل الذي يراه العميان من القطيع فلتة الزمان في الفكر والمعارف والسياسة.
*عضو شبكة المدونين الأحرار.
شارك رأيك