على اثر صدور قرار بالسجن ب30 سنة في حق 3 شبان من طرف محكمة الكاف، تجند اليوم المجتمع المدني مطالبا بتنقيح هذا القانون الظالم و البالي الذي يقتل حلم الشباب و يقضي على العائلات.
و طرحت الجامعية و الكاتبة ألفة يوسف، هي الاخرى، المسألة على العموم و هي المتمكنة من الموضوع خاصة أنها قامت بعدة دراسات و تعرضت للحالات و للعقوبات و هذا رأيها في سطور نشرتها مساء اليوم الجمعة 29 جانفي على حسابها الخاص بالفايسبوك:
“نرجعو لموضوع الزطلة، أو ما يسمى بالقنب الهندي…
القانون التونسي في هذا المجال متخلف جدا، وكان المرحوم السبسي وعد بمراجعته دون أن يتحقق الأمر…
لكن لندع القانون، ولنعد الى المبدإ…
ما يعرفه أغلب التونسيين هو أن كثيرا من الشباب يدخن ما يسمى بالزطلة… وهنا يجب تمييز تأثير الزطلة عن تأثير أنواع من الحرابش، وما يسمى الغبرة بانواعها، وقد كتبت في ذلك دراسات كثيرة…
الزطلة لا تدفع الى الجريمة كما يدعي البعض، هي نوع من المهدئ، شأنها في ذلك شأن بعض الأدوية، هذا ليس حكما ايجابيا ولا سلبيا، هذا وصف…ولكنها قد تؤدي الى نوع من الإدمان النفسي أكثر منه المادي…وكان الحشيش (الخشخاش، التكروري…) بانواعه يزرع في تونس قبل الاستقلال، وما كان مؤديا الى عنف ولا جريمة…
أما بعض الحرابش وبعض الغبرة ففيهما خطران، اولا الادمان ليس نفسيا، ولكن مادي ويحتاج معالجات خاصة، ثم انها قد ترفع منسوب العنف لدى بعض الأشخاص بخلق ما يسمى ارتفاع كل الحواجز والحدود الاخلاقية والقانونية…
وكذا الخمر، قد تؤدي لدى بعض النفسيات الهشة، في حال استهلاك كبير الى عنف…لكن الامر ليس اليا، فكم شخص يشرب كثيرا ولا يؤذي أحدًا، وكم شخص يشرب أحيانا و”يبلبزها”…ومع ذلك، الخمر ليست ممنوعة قانونا، اللهم الا اذا كان المقصود التشجيع على استهلاكها من أجل تحسين مداخيل الدولة التي تزيد كل عام ضريبة على الخمور…
ناتي هنا الى منطق القانون، لماذا يمنع شيء، ولماذا نعاقب، ووفق اي تصور للمجتمعات والحريات نشرع؟
مهما يكن موقفك، فلا اتصور أن شخصا عاقلا يقضي على مستقبل شاب لمجرد أنه دخن زطلة…
طبعا، هذه المواضيع الاجتماعية والنفسية والقانونية لا تعني أحدًا…
ما يعنينا هو أن نحكم على الناس جهلا وكرها وشرا وادعاء للملائكية…
وربي يهدي…”.
شارك رأيك