يقول الجامعي سالم لبيض، النائب عن حركة الشعب في رسالة مفتوحة مطولة توجه بها مباشرة لراشد الغنوشي رئيس مجلس نواب الشعب و رئيس حركة النهضة الاسلامية و نشرها للعموم اليوم الاربعاء 3 فيفري 2021 على صفحات التواصل الإجتماعي ما لم يقله من قبل غيره.
و في ما يلي فقرة من هذه الرسالة التي لم يتجرأ الى حد الآن أحد عن كتابتها للشيخ “أكبر الغانمين من الثورة و من المنتفعين ببركاتها المحلية و الدولية”:
“… ولا يمكن فهم حمايتك لجماعة الكرامة والتستر على ما أبدوه من تطرف وغلو يصل إلى حدّ الترويج للإرهاب وإفساد للحياة البرلمانية، وإعلان العداء للجميع من أحزاب سياسية ومنظمات وطنية ومؤسسات قيادية في الدولة وشيطنتها والتطاول عليها في داخل المجلس وخارجه، وشعوذة وطفولية سياسية، وصلت حدّ الإدعاء باكتشاف دواء الكوفيد 19 على الملإ ما أثار سخرية الإعلام والنخب السياسية في أصقاع الدنيا، والتقاط الصور مع جواز سفر في حركة صبيانية لم يعرف لها تاريخ الدولة التونسية مثيلا، لا يمكن فهمه وتفسيره إلا بما يسكن أعماقك من نوستالجيا للجماعة الإسلامية الأولى ومختلف تنظيمات التشدد والغلو والتطرف المنبثقة عنها التي استطاعت أن تحول ديار المسلمين إلى ديار حرب كما رسم لها ذلك منظّرها الإخواني السيد قطب في كتابه معالم في الطريق وكما نظّر لها أبو بكر ناجي في كتاب إدارة التوحش، فتجعل من رقصة الدم التي يجسدها نظام “الإمارة الإسلامية” المزعومة هي القاعدة والأصل في حياة الشعوب العربية والشعوب المسلمة.
أما مرجع نشأة حزب عبير موسي “الحزب الدستوري الحر” وما تقوم به من عربدة وترذيل للعمل البرلماني ومحاولة تعطيل نشاط البرلمان المحسوب على الثورة التونسية، الذي يلتزم دستورها، فهو إسقاط النهضة قانون العزل السياسي وتآمرك على حزب نداء تونس الممثل للعائلة الدستورية بقيادة الباجي قائد السبسي، وهندستك المشهد الدستوري بمنحك إبان حكومة علي العريض تأشيرة حزب ثان سنة 2013 يمثل الدستوريين بقيادة صديق الإسلاميين حامد القروي الوزير الأول في عهد بن علي الذي يشير هو نفسه إلى تلك الصداقة التي تعود إلى سنة 1975 من القرن الماضي، وذلك في كتابه “Une vie en politique”، الذي أشار إلى تقديمه خدمات جليلة للإسلاميين أثناء حكمي بورقيبة وبن علي(ص ص 133-142). ولكن السحر انقلب على الساحر فقد تولت شؤون الحزب (الحركة الدستورية قبل تغيير اسمه إلى الحزب الدستوري الحر) الأمينة العامة المساعدة للتجمع الدستوري الديمقراطي عبير موسي، التي دخلت الحياة السياسية الديمقراطية برهانات إعادة إنتاج نظام بن علي، ومحو آثار الثورة التونسية بدعم قوى دولية تنتمي إلى محاور إقليمية مناهضة لمحور الإسلام السياسي الذي تقوده تركيا، والانتقام منك بوصفك أكبر الغانمين من تلك الثورة والمنتفعين ببركاتها المحلية والدولية”.
شارك رأيك