في مقطع من رسالة مفتوحة مطولة توجه بها لرئيس البرلمان و رئيس حركة النهضة الاسلامية، نشرت اليوم الاربعاء 3 فيفري 2021 على صفحات التواصل الإجتماعي، فضح سالم لبيض النائب عن حركة الشعب سلوكيات الثأر و النقمة و الاذلال… للغنوشي و جماعته:
“وأظن أن ما تبديه موسي من عدوانية وإيذاء تجاهك يتحوّل إلى نوع من المتعة، وكأن لسان حالك يقول هاهي ممثلة نظام بن علي الطاغوتي وفق معجمك الإسلامو-إخواني تقف صاغرة صغيرة أمامي تبحث لنفسها عن موقع في معارضة لم تؤمن يوما بحقها في الوجود، بعد أن كانت هي وحزبها التجمع الدستوري الديمقراطي ونظامها وجنرالها بن علي الذي حكم البلاد بالحديد والنار ذوي بأس وشوكة وغلبة، وهاهو الرئيس الأسبق الحبيب بورقيبة الموضوعة صورته أمامها ينتبذ لنفسه مكانا صغيرا في الأسفل بعد أن صال وجال سنين طويلة، وهاهو راشد الغنوشي الذي رفض الترحم عليه عند وفاته يأخذ مكانه ويجلس في نفس المقعد الذي اعتلاه بورقيبة وجلس فيه بن علي وهما من عادا الإسلاميين لنصف قرن من الزمان، فأي انتقام وثأر للذات الشخصية والمعنوية الإسلامو- سياسية بعد هذا الانتقام. إنه الكسر المعنوي للدستوريين التجمعيين والبورقيبيين الذي استقرت آخر حلقاته بانتداب الأمين العام للتجمع الدستوري الديمقراطي محمد الغرياني، عدو الإسلاميين وغريمهم السياسي، عاملا بمكتب راشد الغنوشي على طريقة انتداب العقيد معمر القذافي رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير مستشارا لديه، وهو اختيار في ظاهره الاستشارة وفي باطنه الثأر والانتقام والإذلال.
لقد منحك التاريخ فرصة نادرة بأن جُلت العالم خلال الخمسين سنة المنقضية، واطلعت على جل تجاربه السياسية الديمقراطية والاستبدادية والثورية والإصلاحية غربا وشرقا، انطلاقا من دول العالم الحر في أمريكا وأروبا وصولا إلى باكستان وإيران والصين. وبقدر ما أثرت تلك الجولات والمشاركات والإستضافات من قبل الوزراء والحكومات والأحزاب والتنظيمات سيرتك الذاتية حتى صرت صاحب أكبر البوم صور من بين الطبقة السياسية التونسية يمكن أن يخلّد ذكراك، فإن أداءك السياسي وأنت الحاكم بأمره في مفاتيح الحكم ومناصبه وتشكيل حكوماته في تونس منذ عشر سنوات كان الأسوأ والأكثر كارثية اقتصادية ومالية مقارنة بالأنظمة السابقة، إذ لم يتجاوز حجم ديون تونس المقدرة بـ 108 مليار دينار ناتجها الوطني الخام الذي بلغ 102 مليار دينار حسب البلاغ الأخير للبنك المركزي إلا في العهد النهضوي السعيد. وهذا الوضع لا يشبهه إلا حال تونس نهاية القرن الكبيس الذي انتهت فيه البلاد مستعمرة فرنسية (راجع كتاب جون قانياج جذور الحماية الفرنسية بالبلاد التونسية 1861-1881)”.
شارك رأيك