“دروج”، هو مشروع عمل موسيقي فرجوي للفنّان “مراد بوقارص”، نشأت فكرته بعد لقاءات وورشات بينه وبين مجموعة من الموسيقيين والمسرحيين والكتّاب في ولايات مدنين، تطاوين، قابس.
وقد اهتمّت هذه اللقاءات بالبحث في ممكنات العمل الفنّي عامّة والموسيقي خاصّة بتطلعات إلى تعبيرات مُجدّدة في وقت يشهد متغيّرات متسارعة النّسق في مختلف المجالات الفنّية والاجتماعيّة والسيّاسيّة.
مشروع “دروج” له عدّة منطلقات منها الذاتي ومنها الموضوعي ونشأت من خلال محاولة الإجابة على بعض التساؤلات لعلّ أهمّها:
ما هي تداعيات الواقع على نسق تفكير وإنتاج الفنّان؟ وكيف يمكن أن يعبّر عن ذلك؟
كيف يمكن إنتاج موسيقى مجدّدة، طريفة وقريبة من الذّائقة العامّة من داخل المنظومة المقاميّة العربيّة بآليات تفكير معاصرة مع تجنّب التّعقيدات النّظريّة ودون الوقوع في فخّ النّخبويّة؟
حصيلة هذا العمل ألبوم موسيقي يتكوّن من 8 أغاني وقطعتين موسيقيّتين، 2 فيديو كليب لأغنيتين من الألبوم.
تتكوّن المجموعة الموسيقيّة من آلة العود كآلة موسيقيّة لحنيّة رئيسيّة، وعدّة آلات أخرى غربيّة وعالميّة تتكامل كلّها فيما بينها لتنتج موسيقى لعلّها طريفة ومجدّدة. أمّا في مستوى الأداء الغنائي اعتمد المشروع على مجموعة صوتيّة وظيفيّة لها دور رئيسي في البناء اللحني والمقامي، يتبادل أفرادها الأداء الفردي للمقاطع مع بقيّة المجموعة ليقع كسر إحدى أهمّ أسس الموسيقى العربيّة ألا وهي نجوميّة “الفنّان” الواحد، ليتشارك كافّة أفراد المجموعة من موسيقيين ومغنّين هذه النّجوميّة، لتكون بذلك الموسيقى هي النّجم المميّز في هذا المشروع.
اختار مراد بوقارص أن تكون الكلمة في “دروج” شعرا عربيا فصيحا، يقدّم طرحا ساخرا للقضايا الاجتماعيّة والسّياسيّة المتعلّقة بالمجال العربي والإنساني عموما من جانب.
كان المنطلق الموسيقي لهذا المشروع بحثا عن التّجديد من حيث الجملة والتّوزيع الموسيقي وهو ما يتقاطع مع التّيار التجديدي الذي انطلق في العالم العربي منذ ما يزيد عن قرن مع أعمال السيّد درويش في بدايات القرن العشرين وصولا إلى تجربة الرحابنة ومارسيل خليفة ويواصل هذا التّيّار الموسيقي التّطور مع جيل حالي من الموسيقيين العرب مثل تامر أبوغزالة ويعقوب أبو غوش وغيرهم من أصحاب التّجارب الموسيقيّة المجدّدة.
جمع هذا المشروع ثلّة من الموسيقيين الشّبان من محترفين وهواة، جمعهم الشّغف الموسيقي والإيمان بالفكرة الرّئيسيّة للمشروع .
سيكون العرض الأول مساء يوم الأحد 21 فيفري 2021 بمعهد أرابيسك للفنون.
شارك رأيك