في تدوينة نشرها في الليلة الفاصلة بين الاربعاء و الخميس 11 فيفري على حسابه الخاص بالفايسبوك، لخص المحامي فتحي الجموسي المشهد السياسي ككل و عن الرجل الذي كان بامكانه ان يكون الرجل الأقوى في السلطة… فهوى… لهذه الأسباب:
“وإنتحر المشيشي بسبب جبنه وضعفه وإنعدام خبرته رغم أنه كان بإمكانه أن يكون الرجل الأقوى في السلطة لو حافظ على استقلاليته عن الأحزاب، فلا النهضة ولا قلب تونس ولا إئتلاف الكرامة أو حركة الشعب أو التيار أو غيرهم كانوا قادرين على تنحيته فرادى أو مجتمعين، فالجميع يخشى سحب الثقة منه مهما فعل ومهما تحداهم لأن ذلك سيكلفهم ما كلفهم الياس الفخفاخ من قبله وهو الإستقالة قبل التصويت على لائحة سحب الثقة منه وإعادة مبادرة تشكيل حكومة جديدة الى رئيس الجمهورية.
لو حافظ المشيشي على استقلاليته لكان له نفوذ أكبر من النفوذ المخول له بالدستور فقد كان المستفيد الأكبر من تنامي الخصومة وتصدع العلاقة بين قيس سعيد والغنوشي وكان بامكانه أن يبتز الإثنين
معا وكان بإمكانه أيضا أن يكون المستفيد الأول من الصعود الصاروخي لعبير موسي وحزبها وهي التي تمثل كابوس الأحزاب المعادية لها والتي كانت ستتنازل للمشيشي عن أي شيء يطلبه حتى لا يحل البرلمان وتعاد الإنتخابات فتشكل عبير وحزبها الحكومة الجديدة بوصفها ستمثل الحزب الأول الفائز بالإنتخابات فتجتث النهضة وحلفائها من كل المواقع والمناصب داخل اجهزة الدولة.
المشيشي أضاع كل أوراقه وأسلحته وسلمها بيد النهضة وحلفائها وعوض أن يرتهن هته الأحزاب بين يديه سلم نفسه لها وأصبح هو رهينتها.
اليوم وبعد دخوله في مواجهة مفتوحة وخاسرة مع رئيس الجمهورية وكالة عن حركة النهضة فقد ادخل البلاد وأدخل نفسه في مطبات لا حل لها سوى إستقالته أو سحب الثقة منه، وقريبا سيعلم بأن الطرفين المتنازعين قيس والغنوشي لا حل لهما سوى إيجاد حل مشترك وصلح ولو مؤقت سيكون ثمنه الإطاحة برأسه والتخلص منه.
المشيشي إنتهى سياسيا وإنتهى دستوريا بعد أن تخلت عنه المحكمة الادارية ورفضت إستشارته وتخلى عنه أساتذة القانون الدستوري الذين استنجد بهم فإعتذروا عن مساعدته وإنتهى أيضا معنويا وشعبيا وبقائه على رأس الحكومة أصبح يمثل عائقا أمام حل مشاكل خطيرة تتخبط فيها البلاد بعد أن فقد ثقة الجميع أحزابا وسياسيين و شعبا.
قريبا سينتهي مشكل أداء اليمين وتسمية الوزراء الجدد لأن جميعهم سيرحل وأولهم رئيسهم وستشكل حكومة جديدة يترأسها شخص يحضى بقبول ثلاث أطراف رئيسية وهم قيس وراشد والطبوبي وقد يكون هذا الشخص هو السيد محمد الطرابلسي النقابي المستقل الذي يحضى بقبولهم جميعا بدليل كونه تواجد في اكثر من أربع حكومات متعاقبة حكومة الشاهد وحكومة الفخفاخ وحكومة المشيشي الاولى والثانية أو ربما يكون شخصا آخر لكن الأكيد مهما كان ذلك الشخص فلن يكون بمثل ضعف وجبن المشيشي وقلة خبرته”.
شارك رأيك