في مقال تحليلي حول الأزمات السياسية التي تتخبط فيها البلاد، نشره صباح اليوم الخميس 11 فيفري 2021 على حسابه الخاص بالفايسبوك، يرى الاعلامي سعيد الخزامي أن الرجل الوحيد الذي امتلك القدرة و الشجاعة على خوض المعارك ضد المتآمرين على الوطن من بني هلال العصر من الذين حكموا في قصري قرطاج و القصبة منذ 2011 هو و لا شك فيه قيس سعيد رغم أميته السياسية، وفق تعبيره.
و في ما يلي النص بامضاء سعيد الخزامي :
“وحده الرئيس قيس سعيّد الذي صمد وقلب الطاولة على ماكينة حكم ما بعد الثورة. لا أحد غيره من بين كلّ الذين حكموا من قصريْ قرطاج والقصبة منذ 2011 امتلك القدرة والشجاعة على خوض المعارك ضد المتآمرين على الوطن بني هلال العصر.
شكّل سعيّد حتى الآن، رغم أميته السياسية، الاستثناء المطلوب لمواجهة مَن جعلوا البلد غنيمة ينشرون فيه الفساد والانتهازية والعبث السياسي، مستخدما سلاحا سلموه إيّاه بأنفسهم هو غياب المحكمة الدستورية… بالتأويل المنفرد للدستور يبدو سعيّد متحكما في الأزمة التي يتواجه فيها مع تحالف المشيشي ـ الغنوشي من دون أن تكون لهذا التحالف القدرة على النيل من مقعده الوثير.
وقد كان حاسما، الأربعاء، في الإعلان أمام النواب أنّ لعبة رئيس الحكومة هشام المشيشي وأطراف حزامه السياسي بقيادة “النهضة” لتنفيذ تحويرهم الوزاري وتنصيب وزراءهم لن تمر بالزئبقية المعهودة، حتّى وإن أتوا بفتوى من أساتذة القانون الدستوري، وقرار من المحكمة الإدارية، وضغط من الخارج.
نفَع سعيّد في شيء، على كل حال، ربّما لا يدركه البعض بأنْ منع دخول الحكومة وزراء يشتبه في أنهم فاسدون أو أن لهم تضارب مصالح كان الحزام سيدسّهم، على الأرجح في الحكومة لقضاء المصالح، ومواصلة زرع الألغام والمكر والخداع… هذا أمر يمكن البناء عليه للتنظيف ووقف أولئك الذين توعدهم الرئيس في خرجاته الاعلامية بـ”كشف خياناتهم” و”مؤامراتهم” و”صفقاتهم”… قيس سعيّد ليس فاقدا للصلاحيات ولا تعوزه القدرة.
لو أنّه يعفينا من طرحه الشخصي الثقيل الذي يعادي نظام الأحزاب على أنه أيديولوجيته الثورية بدعوى “الشعب يريد”، ولو أنه يجنبنا ذاك الغموض القابل للتأويل الذي يلف خطبه إلينا. ولو أنه يدرك أنّ تونس مقللة من قيمتها بدبلوماسية الفراغ والتلكؤ التي هي مسؤوليته، يمكن أن يكون رئيسا استثنائيا لتونس، وأن يعيد لنا الأمل في أن الانقاذ جائز، والقضاء على اللصوص وارد، وتدارك الوقت الذي ضاع على تحقيق أهداف الثورة ممكن”.
شارك رأيك